الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهأما بعد : -لقد خلق الله الإنسان وكرمه وحدد دوره فى الحياة وحدد الله أن يكون ذلك الدور متوجهاً به لله({قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعامفلابد أن تكون كل الأعمال التى يقوم بها العبد خالصة لله ,ولقد أكرمنا الله وجعلنا صيادلة واختارنا واصطفانا لخدمة عبادهوالصيدلة مهنة إنسانية تقوم على خدمة النفس البشرية التى كرمها الله وسخر ما في الكون لسعادتها وخدمتهاوتنطبق فيها الضروريات الخمس التى لا تقوم الحياة الا بهاوهى : -1- حفظ الدين 2 – حفظ النفس3– حفظ النسل4 – حفظ المال 5- حفظ العرضإن تعلم علم الصيدلة من الواجبات الشرعيةوهو فرض كفاية على الأمه المسلمةويصبح فرض عين علي من صارت الصيدلة مهنة لهلان فيه دفع الضرر عن المجتمعواداء لواجب الأخوة الإسلاميةوحفظ للنفس البشريةوتطبيق لمفهوم الرحمة الانسانيةوهناك
أخلاقيات عامة واجبة على الصيدلى إذا امتهن تلك المهنة أن يتحلى بها لان
المهنة اصبحت واجبا شرعيا عليه وهذه الأخلاقيات تنطلق من شريعتنا الغراء
وهى :-1- الأمانة 2- الرفق والحلم 3- التواضع4- الإتقان 5- الصدق 6- الاحتساب7- البشاشة والابتسام 8- غض البصر9- احترام المريض وخصوصيته 10- عدم إفشاء السر11- عدم التردد فى الاستشارة المهنية الخاصة لوجه الله فى حدود ما اتاه الله من علمأركان أخلاقيات مهنة الصيدلة1-الرحمة والإحسان2-العدل والسماحة3-الأمانة والمحافظة علي الاسرار4-الأستقلالية والتطوير والابتكار5-لاضرر ولاضرار6-معرفة فقه البيع-الرحمة والإحسان{إِنَّ
اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ } (90) سورة النحل {
وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (195) سورة البقرةوفى الحديث ( إن الله قد كتب الإحسان على كل شئ ) وهذا دليل على وجوب الإحسان وأمر الله به وحب الله للمحسنينوالإحسان اعلى درجة من درجات الإيمان وهو مطلوب عند الإتيان بالفرائض وترك المحرمات وفى معاملة الخلقوالإحسان فى مهنة الصيدلة أن يقوم بها على غاية كمالها ويحافظ على آدابها المصححة والمتممة لها ويكون ذلك باتقان العمل لوجه اللهويقول الشاعرأيها العمال أفنوا العمر كدا واكتساباأعمروا الارض فلولا سعيكم أمست خراباوأتقنوا يحببكم الله ويرفعكم جناباإن للمتقن عند الله والناس ثواباًالعدل والسماحةلابد
أن يكون عادلا مع جميع المرضى لان الله أمر بذلك {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ } (90) سورة النحل فلا يظلمهم حقهم ولا يطفف
عليهم بالنقص او الزيادة لان الله حدد مصير المطففين {وَيْلٌ
لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ
يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (1-3)
سورة المطففينأحيانا بعض المرضى
يكون غير عادل ومتجاوز لحدوده فيغضب الصيدلى فلا يعطيه حقوقه الواجبة له
فعلى الصيدلى حينها أن ينفذ وصية الرسول ( العدل فى الرضا و الغضب ) ويكظم
غيظه ويعفوا عن زلات غيره { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (134) سورة آل عمرانقال رسول الله صلى الله عليه وسلم }رحم الله امرؤا سمحا اذا باع واذا اشترى واذا اقتضى{ وقال }يسروا ولا تعسروا بشرواولا تنفروا{الامانة والمحافظة علي الاسراروفيها تبرز أمانة الصيدلى لتعرضه للكثير والخاص من المعلومات السرية للمريض فلا يفشى سرا لمريض وهو مؤتمن على ما استرعاه الله من ماله أو مال غيره الموجود فى الصيدلية {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (58) سورة النساء فلابد أن يكون قويا فى علمه أمينا على كل شئ عنده فلا يفرط فيه ( اد الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك ) ( لا ضرر ولا ضرار )هذه قاعدة شرعيه فلا يجوز أن يعطى الصيدلى المريض دواء يزيده ضرراً لحديث الرسول ( لا ضرر ولا ضرار )فما دمت لا تقبل الضرر على نفسك فلا تقبله على غيرك وذلك ضمن القاعدة الشرعية أن الضرر لا يزال بضرر اعظم منهوينطبق
ذلك على الاعراض الجانبية لبعض الأدوية فلابد أن تتيقن من حال المريض عند
إعطاءه الدواء فلابد أن تعطيه دواء يفيده ولا يضره من خلال معرفتك التامة
بكل الأدوية والآثار الجانبية لها وتعارضها مع بعض الادويةلاضررولا ضرارالاستقلالية والابتكار والتطويريقول الله تعالى{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } (256) سورة البقرةفاذا
كان الدين لا إكراه فيه فمن باب أولى لا إكراه فى العلاج فلا تعطى المريض
علاج لا يحتاجه ولابد من تبصيره بفائدته له لان الله عليم بك بصير بما
تعملونمعرفة فقه البيع •إن الله يحب أن يرى عبده يسعى فى طلب الحلال ) رواه الطبرانى •( طلب الحلال واجب على كل مسلم ) رواه الطبرانى • و سؤل رسول الله أى الكسب الطيب ؟ فقال عمل المرء بيده وكل بيع مبرور) –وجوب
العمل بأحكام البيع والشراء ( يجب على كل من يتصدى للكسب أن يكون عالما
بما يصحه ويفسده لكى تقع معاملته صحيحه وتصرفاته بعيده عن الفساد ) وهذا
قول سيدنا عمر , وقال كذلك ( لا يبيع فى أسواقنا الا لمن يفقه والا أكل
الربا شاء أم أبى ) • وفى
الحديث ( الحلال بين والحرام بين ) وكان سيدنا عمر يمشى فى الاسواق ويسأل
الناس الذين يبيعون عن فقه البيع فاذا لم يعرف فقه البيع ضربه بالدرة وقال
له القول السابق وعلمه فقه البيع والشراء
•مثال : التجارة والحث عليها(ارسل
رسول الله صلي الله عليه وسلم رجل من الصحابة ليشتري شاه بدينار فاشتري
شاه بدينار وباعها بدينارين واشتري شاه اخري بدينار ورجع بدينار الي رسول
الله صلي الله عليه وسلمفقال له بارك الله لك في صفقة يمينك ) • وقال أيضا ( لا يبيع أحدكم على بيع أخيه ) وهذا بيع حرامإيفاء الكيل والميزان : •{ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ } (152) سورة الأنعام •{وَأَوْفُوا
الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (35) سورة الإسراء •ويندب ترجيح الميزان لقول الرسول( زن وارجح )السماحة فى البيع والشراء : •رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى واذا اقتضى
• السماحة : السهولة واليسرحرمة شراء المغصوب والمسروق
•التعاون على البر والتقوى •( من أشترى شئ وهو يعلم أنه مسروق فقد أشترك فى أثمها وعارها) رواه الطبرانى •السعر الرخيص جدا بدل الغالى – تقليد بدل الاصل – • بيع العنب لمن يتخذه خمرا مثال: الكلونيا للشراب- الكندم لمن يسىء استعماله - حبوب منع الحمل لمن يسئ استعماله ( وانت تعلم )
•النهى عن كثرة الحلف فى البيع •(
الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبيع ) – ( التجار هم الفجار إلا من بر وصدق ) –
( التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والشهداء والصالحين ) ودرجة الصديقين
تسبق درجة الشهداء •لا يصح البيع عند الإمام أحمد عند ضيق وقت المكتوبة وعند أذان الجمعة
•بيع الإستصناع ( التركيبات بالصيدلية ) •التسعير: ( منهى عنه عند صلاح الامة ) • ورخص الفقهاء فيه عند الحاجة وهو حق عند الظلم والتجاوز
•حرمة كتمان العيب •ولذلك وضحت شركات الدواء الآثار الجانبية لكل دواء •ولذلك لا يجوز المدح الزائد للسلعة وانها احسن شئ فى الوجود
•الاقالة : •بشرط عدم تلف السلعة ( من اقال مسلما اقال الله عثرته)
•الربا : •محرم شرعا وكذلك التعامل مع البنوك الربويه
•زكاة المال فرض واجب •على المسلم الذى يملك النصاب الشرعى والمحدد ومقداره 85 جرام ذهب بسعر الوقت فما زاد عن النصاب الشرعي (عروض التجارة)
•(2.5%) بعد خصم الديون المستحقة • فزكاة الصيدلية واجبة ويجوز تقديمها فى ميعادها كما فعل الرسول مع عمه العباس اخرجها لعامين قابل •الصيدلى
مسؤول مسؤليه كاملة عن كل علاج يعطيه للمريض وعن الأموال التى لديه فى
الصيدلية وعن الاضرار التى تترتب على كل عمل يقوم به فى الصيدلية
• (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) •ونحن نقول أن الصيدلى مسئول امام الله عن صحة مرضاه وسيسأله الله عن ماله •(
لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع ماله مما أكتسبه وفيما
أنفقه وعن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن علمه فيما عمل به ) •وسيسأل الصيدلى هل اكتسب ماله من حلال فى بيعه وشرائه وعن عمره الذى قضاه فى الصيدلية هل قضاه فى طاعة الله ؟
•وفى خدمة الناس طاعة لله • وعن علمه الذى تعلمه هل نفع به لنفسه ولغيره طاعة لله •وإذا
أتم تلك الصفات الست السابقة اصبح صادقا مع الله صادقا مع الناس صادقا مع
نفسه يتحرى الصدق فيكتب عند الله صديقا واذا كتب عند الله صديقا حشر مع
الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
اولائك رفيقا
•وذلك كله طاعة لله واقتداء برسوله • {وَمَن
يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ
عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء •وانتم
تعلمون جميعا اننا نطلب من الله سبعة عشر مرة أن يهدينا الصراط المستقيم
فى الدنيا والآخرة وهو صراط الذين أنعم الله عليهم ولا نتبع نهج الضالين او
المغضوب عليهم {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ*صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (6-7 )
سورة الفاتحة • ونقتدى
برسول الله الصادق الأمين فى كل أمور حياتنا {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي
رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب •وانت
اخى الحبيب فى عملك وفى مالك لابد أن تنفذ تلك الآية القرآنية {وَابْتَغِ
فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ
الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ
الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (77)
سورة القصص •فانت تتعبد لله وتبتغى مرضاته فى عملك وفى سلوكك مع الناس اجمعين وبذلك يصبح كل وقتك وفى عملك عبادة وطاعة لله • تقبل الله منا ومنكم صالح العمل وجمعنا واياكم فى الجنة وغفر الله لنا ولكم
•واليك هذه الوصايا الربانية : -
•كن صادق الكلمة ولا تكذب أبدا •كن وفيا بالعهد والكلمة والوعد فلا تخلف مهما كانت الظروف •كن وقورا بالجد دائما ولا يمنعك الوقار من المزاح الصادق •كن عظيم النشاط مدربا على الخدمة العامة واشعر بالسعادة عندما تقدم الخدمة لغيرك •كن جميل المعاملة حسن السلوك مع الناس •كن رحيم القلب كريما سمحا تعفو وتصفح وتلين وتحلم وترفق بالانسان والحيوان •كن شديد الحياء دقيق الشعور عظيم التأثر بالحسن والقبيح ( تسر بالاول وتتألم للثانى )
•كن متواضعا فى غير ذله ولا خضوع • عد المريض ساعد المحتاج واحمل الضعيف وواسى المنكوب ولو بالكلمة الطيبة وبادر الى فعل الخير
منقووووووووووووول