حكاية حسين سالم..رمز "الفساد الديناصوري" في عهد مبارك
السبت, 19 فبراير 2011 00:00
حسين سالم حظي بعلاقة مميزة بعائلة مبارك
محمد البطاوي
إنه "نموذج للـ«فساد
الديناصوري».. ويجب أن ينتهي به الأمر وأمثاله المحكمة الدولية بلاهاي"،
بهذه الكلمات وصف الدكتور طارق حجي المفكر الليبرالي رجل الأعمال المصري
حسين سالم المسئول عن تصدير الغاز المصري لإسرائيل بأقل من السعر العالمي
لسنوات طويلة، مؤكدا أن حسين سالم، وهو صديق شخصي مقرب جدا من حسني مبارك،
وشريكه الإسرائيلي كانا يحصّلان من صفقات بيع الغاز أكثر مما تحصل عليه مصر
كلها وبغير وجه حق!!.وشدد على أن
عمل سالم كوسيط "لا ضرورة له في صفقات البترول، حيث يمكنني أن أتعامل
مباشرة مع المشتري بدلا من بيعه لوسيط يقوم بإعادة بيعه للمشتري، إلا إذا
كنت أريد أن أخدع الرأي العام وأقول أنا لا أبيع لإسرائيل وإنما لحسين
سالم".وخلال حلقة برنامج "مصر
النهاردة" التي أذاعتها القناة الأولى للتليفزيون المصري مساء الجمعة
18-2-2011، أضاف حجي: "رغم أنه لا حاجة فعلية له في عملية البيع فقد حصل هو
وشريكه على المليارات من وراء هذه الصفقات، حيث كانا يحصلان عليه بدولار
واحد ويبيعونه لإسرائيل بـ2.5 دولار وهو سعر منخفض كثيرا عن السعر العالمي"
ما جعله في النهاية يجني المليارات بغير وجه حق ومن ثروات مصر الطبيعية
التي هي حق لكل الشعب وليس له فقط!.كما
أكد حجي –الذي عمل في قطاع البترول لفترة طويلة- أن عملية تصدير الغاز
لإسرائيل كانت تتم عن طريق جمال مبارك ابن الرئيس المخلوع حسنى مبارك.قال
حجي إن حسين سالم كانت له علاقات خاصة مع جمال مبارك، وعن طريق هذه
العلاقات قام حسين سالم بلعب دور الوسيط والشريك وقاموا ببيع الغاز
لإسبانيا وإسرائيل.وباعتباره أحد
الكوادر المهمة في قطاع البترول سأل مقدم البرنامج طارق حجي عن قضايا الغاز
المصري فأجاب: "من البديهي والقواعد العالمية أن كل شعب يستطيع أن يستهلك
الغاز محليا فعليه أن يفعل ذلك، لأنه أفضل له، وليس معنى ذلك أن يستهلكه في
البيوت لأن البيوت تستخدم أقل من 7% الغاز".وأوضح
قائلا: "الأرقى أن تصدر الغاز مصنعا وليس خاما، فأن تصدره كغاز مصنع أفضل
من أن تصدره خاما، وأن تصدره كهرباء أفضل، وحتى لو صدرت الغاز.. فعلى الأقل
يصدر بالسعر العالمي، وليس بالربع أو الخمس أو السدس".من إسبانيا لإسرائيلولفت
حجي أن قضايا سوء تصدير الغاز لا تقتصر على تصديره لإسرائيل، وإنما بدأت
بإسبانيا: "في بيت رئيس بنك القاهرة السابق أحمد البردعي التقيت جمال مبارك
عندما بدأوا تصدير الغاز لأسبانيا فسألني: «مبسوط كده»، قلت: «أبعد ما
يكون» قال لي: «ليه»، فأجبت: «لأن كل ما كان المشتري بعيدا كلما كانت
الاقتصاديات سيئة للبائع، وأنتم اخترتم السوق الأبعد في البحر المتوسط، رغم
وجود تركيا الأقرب»".وبنبرة تحمل
اتهاما قال: "لأن فيه رجل أعمال معين بنحبه بعنا الغاز لإسبانيا، لأنه وكيل
شركة كهرباء إسبانيا، وهو ذاته شريك للإسرائيلي "يوسي ميمون" الوسيط بيننا
وبين إسرائيل، وهما يحصلان على أكثر مما نحصل كدولة.. إنه حسين سالم".واستطرد:
"حينها لم يكن الإسرائيليون يستوردون الغاز، لكنهم عندما استوردوا حصلوا
على السعر ذاته الذي بعنا به لإسبانيا، رغم أننا نبيعه لإسبانيا خاما وكانت
هي تتكفل بنقله وتسييله من دمياط".وأضاف
حجي: "كان حسين سالم وشريكه الإسرائيلي يشترون الغاز من مصر ثم يبيعونه
لإسرائيل بسعر 2.5 دولار ولا يعطون مصر سوي 1 دولار فقط".وذكر
حجي أن حسين سالم غير موجود الآن في مصر، وأنه سافر من مصر إلي دبي ومنها
إلي سويسرا واعتبره "نموذجا للـ«فساد الديناصوري»، ويجب أن ينتهي به الأمر
وأمثاله المحكمة الدولية بلاهاي".وتعجب
طارق حجي من تصدير الغاز إلي إسرائيل بسعر أقل مما يحصل عليه الشعب المصري
ذاته قائلا: "بديهي في علم الغاز الطبيعي أن كل شعب يستطيع أن يستهلك
الغاز الطبيعي محليًّا، فعليه أن يفعل ذلك، لذلك فإن ملف تصدير الغاز لابد
أن يفتح عن آخره، لأن الفساد لابد أن يقضي عليه".ولفت
حجي إلى أن سالم كان مطلوبا للقبض عليه في أمريكا لأنه كان شريكا في قضية
كبرى هي شركة الـ"فور ويندز" التي تنقل المعدات الأمريكية للجيش المصري،
لأنه كان يقوم بعمل 3 بوالص شحن لكل شحنة، وهو ما يؤدي إلى مضاعفة تكلفة
الشحن على الجيش 3 مرات.يذكر أن صحفا
غربية أكدت أن الرئيس السابق حسني مبارك يقيم حاليا في فندق "ماريتايم
جوللي فيل" المملوك لرجل الأعمال المقرب منه حسين سالم.وسبق
أن تعهدت المستشارة نهى الزيني نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية بالسعي
للحصول علي أمر بإيقاف حسين سالم لكي لا يُهرب أمواله للخارج, مؤكدة أنها
أجرت اتصالا بمصادر قضائية بسويسرا لتجميد أموال حسين سالم تجميد أرصدته
بالخارج؛ حيث إن أغلب أمواله واستثماراته بسويسرا.وأضافت
خلال لقائها بإحدى الفضائيات أن هناك إجراءات يعرفها المحامون السويسريون
إذا كانت لديه جنسية أخرى وكيفية إيقافه قائلة: "حتى ولو عنده جنسية أخرى
فليس من حقه أن يسرق أموال المصريين ويهرب فنريد محاكمة من قتلوا شهداءنا
والقصاص منهم".سماع جمال أكثر مما ينبغيمن
جهة أخرى، ألقى طارق حجي خلال الحلقة باللائمة في تدهور الأوضاع في مصر
على "سماع الرئيس مبارك لنجله جمال أكثر مما ينبغي"، وقال حجي أنه يعتقد أن
لسان حال الرئيس السابق مبارك، يقول" يا ليتني أبقيت جمال في لندن" ولم
أسمح له بالعودة لمصر قبل نحو 13 عاما، متابعا: "تعاملت مع الرئيس مبارك،
وكنت وقتها رئيس شركة عالمية للبترول، واعترف أن لديه حرصا كبيرا قبل اتخاذ
أي قرار كما أنه ينوء بنفسه من الصدمة والانفجار".وأضاف
"لو كان الرئيس مبارك حكم بمفرده لأصبح حالنا أفضل مما وصلنا إليه لكن،
بعض المحيطين به أقنعوه أنهم سيأخذون مصر إلى القرن الحادي والعشرين وهم لا
يعرفون مصر لكنهم يعرفون المنصورية والشواطئ" في إشارة إلي ترفهم المادي.وسرد
المفكر الليبرالي، خلال اللقاء باستفاضة عن دور جمال مبارك، والذي مارس
الأعمال الحرة بصفة فردية وليس مؤسسية فأصبح يخطط للحياة السياسية
والاقتصادية، وفقاً لحجي.ورأى الدكتور
طارق حجي أن الرئيس مبارك لو ندم على شيء فسيكون على لجنة السياسات وتجمع
رجال الأعمال، وبعضهم كان قريبا من السلطة حتى لا يسدد للدولة المديونيات
التي عليه، وقال أعتقد أن الرئيس مبارك يقول الآن لنفسه إن "خطأه الوحيد في
المناورة هو ضعفه أمام أولاده وخاصة رغبات ابنه الأصغر جمال مبارك وضغوط
أسرته".
السبت فبراير 26, 2011 5:32 am من طرف jaguar