"إي كولاي".. سؤال وجواب

عدد المساهمات : 683 تاريخ التسجيل : 22/10/2010

ما
كاد العالم يفيق من خطر أنفلونزا الخنازير، وبينما لازال يعاني من ىثار
أنفلونزا الطيور، داهمه على حين غرة خطر جديد يحمل اسم "إي كولاي".. ورغم
أن هذه البكتريا الدقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة إلا أن أثارها التي
أودت بحياة نحو 25 شخصاً وإصابة ما يقرب من 3 آلاف آخرين معظمهم في
ألمانيا وأوروبا، قد جعلتها الحدث الذي تتناقله الألسن كلها في الأيام
القليلة الماضية.. وفي السطور التالية نحاول الإجابة على بعض الأسئلة
المتعلقة ببكتريا "إي كولاي".
1. ماهى بكتيريا "إي كولاي"؟
هى
بكتيريا عصوية الشكل لاترى بالعين المجردة مثل كافة أنواع البكتيريا، يبلغ
طولها 2 ميكرون, وقطرها 0.5 ميكرون، ويبلغ حجمها 7 ميكرون مكعب, والميكرون
جزء من مليون جزء من المتر، وتعيش بصورة طبيعية فى أمعاء الجهاز الهضمي
للإنسان والثدييات، وتستوطن الأمعاء فى الأيام الأولى للحياة حيث تنتقل
للمولود من أيدى المحيطين به.
2. أين ومتى وجدت أول حالة لبكتيريا "إي كولاي"؟
اكتشفت
هذه البكتيريا بواسطة طبيب الأطفال الألماني إشريك تيودور سنة 1885، وسميت
"إشريشيا كولاى" نسبة لاسم المكتشف ولوجودها فى القولون (الأمعاء
الغليظة)، حيث تلتصق بالأمعاء, وتؤثر على الدم، والكليتين، وأحياناً على
الجهاز العصبي المركزي أيضاً.
وقيل
أنه قد وجد وباء مماثل مثل هذا النوع من البكتريا انتشر في الولايات
المتحدة عام 1994، وكان أغلب الضحايا من النساء بمتوسط عمر 36 عاما.
3. ما هي الأعراض الدالة على وجود بكتيريا "إي كولاي"؟
تتمثل
أعراض الإصابة بهذا النمط من بكتيريا "إي كولاي" فى تقلصات فى البطن،
وإسهال قد يتفاقم فى بعض الحالات إلى إسهال مدمم، كما تظهر أعراض القيىء
والحمى.
وتترواح
مدة الحضانة لهذا النمط من البكتريا بين ثلاثة إلى ثمانية أيام، ويشفى
المريض عادة فى حوالي عشرة أيام، إلا أنه فى نسبة قليلة من المرضى ولاسيما
الأطفال الصغار وكبار السن قد تؤدي العدوى إلى مرض مهدد للحياة، مثل
متلازمة (H.U.S) المسببة للفشل الكلوي الحاد والأنيميا ونقص الصفيحات الدموية.
وتمثل
الأبقار والإبل العائل الرئيسي لهذه العدوى، ومنها تنتقل العدوى إلى البشر
من خلال الأطعمة والمياه المختلطة بالفضلات الملوثة.
4. هل هناك طرق للوقاية من بكتيريا "إي كولاي"؟ وما هي؟
هناك
أربعة قواعد أساسية يمكن اتباعها للتقليل من مخاطر بكتيريا "إي كولاي":
(النظافة الشخصية، تخزين المواد الغذائية، إعداد الطعام، الطهي).
أولا: النظافة الشخصية
غسل
اليدين دائما بعد استعمال الحمام، وقبل تناول الطعام، وبعد التعامل مع
اللحوم النيئة، وهذه التدابير الوقائية سوف تساعد على وقف نقل البكتيريا
إلى المواد الغذائية الطازجة أو المطبوخة مسبقا.
ثانيا: تخزين المواد الغذائية
-
التأكد من وضع درجة حرارة الثلاجة في المعدل الصحيح لحفظ الطعام وهو
يتراوح ما بين 0 – 5 درجات مئوية، كما تنمو البكتيريا دائماً مع ارتفاع
درجات الحرارة؛ لذلك يجب أن تحفظ الأطعمة دائماً في الثلاجة.
- الحرص على إبقاء الزجاجات والعصائر مغلقة بإحكام.
- تجنب عدم تناول بقايا الطعام المحفوظة والتي تزيد مدة تخزينها عن يومين.
- إبقاء اللحوم النيئة بعيدا عن اللحوم المطبوخة.
ثالثا: إعداد الطعام للطهي
- غسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام.
- تجفيف اليدين جيداً، فالأيدي الجافة والرطبة تنقل البكتيريا بسهولة أكثر.
- حفظ الأسماك واللحوم النيئة منفصلة عن غيرها من المواد الغذائية، بما في ذلك المواد الغذائية المطهوة.
- استخدام سكين نظيفة في تقطيع المواد الغذائية غير السكين التى تستخدم عادة في تقطيع اللحوم النيئة.
- الحرص دائما على غسل الخضروات جيداً قبل استخدامها.
- التنظيف المستمر للمطبخ.
رابعا: الطهي
-
الطبخ ضمن درجة الحرارة الصحيحة تقتل البكتيريا. والطعام الغير مطبوخ جيدا
يشكل سببا رئيسيا للتسمم الغذائي. ويجب أن تصل درجة حرارة الطعام أثناء
الطهي إلى70 درجة مئوية في مدة لا تقل عن دقيقتين.
- التأكد الدائم من طهو لحوم البقر والضأن بشكل جيد فهذه اللحوم هي المكان الذى تتواجد به البكتيريا بكثرة.
5. في أي الأعمار يكثر انتشار بكتيريا "إي كولاي"؟
تكثر
الإصابة فى النساء بصورة غريبة فوق العشرين عاماً، حيث أن 60% من حالات
الإسهال الدموي و71 % من حالات متلازمة الفشل الكلوي والأنيميا تصيب هذه
الفئة، والسبب غير معروف، ولكن ربما بسبب أن النساء أكثر إحتكاكاً بالأغذية
المحتمل تلوثها.
6. متى ظهرت أول حالة لبكتيريا "إي كولاي"؟ وما هو عدد المصابين بتلك البكتريا؟
ضبطت
السلطات الصحية المصرية بالبحر الأحمر الإثنين 6 يونيو الجاري أول حالة
اشتباه بإصابة بكتيريا إي كولاي السامة واحتجزت سائحا ألمانيا ظهرت عليه
أعراض المرض خلال زيارته مرسي علم‏,‏ وتم حجزه في مستشفي الغردقة, وأخذ
عينة من دمه لتحليلها في المعامل المركزية بالقاهرة.
وذكر
مصدر مسئول بوزارة الصحة أن السائح الذي أصيب بنزيف معوي شديد حالته
مستقرة بعد أخذ العلاج المناسب, مؤكدا أن الإصابة ـ لو ثبتت ـ ستكون قد
لحقت به في ألمانيا.
أما
بالنسبة للبلاد الأوروبية فعقد وزراء الزراعة الأوروبيون اجتماعا طارئا في
لوكسمبورغ أمس الثلاثاء 7/6/2011 لبحث الأزمة الغذائية الناجمة عن تفشي
بكتيريا «إي كولاي» التي تسببت خلال الأيام القليلة الماضية في 25 حالة
وفاة في أوروبا، كلها في ألمانيا عدا واحدة في السويد بعد إصابتها بالعدوى
في أثناء رحلة إلى ألمانيا، إضافة إلى مئات المصابين، وفق ما أعلنت السلطات
الصحية في مقاطعة ساكس السفلى (شمال).
والضحيتان الأخيرتان امرأتان في الـ74 والـ88 من العمر، توفيتا بعد أن بدت عليهما أعراض اعتلال خطير في الكليتين بسبب البكتيريا.
وما
زال مصدر البكتيريا التي انتشرت في 13 بلدا أوروبيا وحتى في الولايات
المتحدة وكندا مجهولا. فبعد الاشتباه لفترة بـ"الخيار الإسباني" ظنت
السلطات الصحية الألمانية أنها عثرت على مصدر البكتيريا في مزرعة للنباتات
العضوية المبرعمة في شمال البلاد؛ لكن النتائج الأولى للعينات كانت سلبية.
وفي
الوقت الذي لم تحدد فيه ألمانيا مصدر البكتيريا أو أي معلومات عنها أعلن
معهد بكين الصيني لأبحاث الجينوم أن الباحثين اكتشفوا جينات في السلالة،
وقاموا بفك شفرة جينوم البكتيريا؛ حيث عثروا على جينات تجعلها قادرة على
مقاومة 8 أنواع من المضادات الحيوية من بينها السلفوناميد، البنسلين،
الاستربتوميسين. وذلك في أول دراسة تمت على هذا النوع من البكتيريا في
محاولة لوجود علاج لهذا الوباء الخطير.

وقيل إن أول ظهور لبكتريا «إي كولاي» كان عام 1993 بسبب تلوث غذائي كبير في لحوم الأبقار في أمريكا من ثم انتقل لدولة اليابان.
بينما أعلن أطباء كوريون جنوبيون أن مواطناً كوريا جنوبيا أصيب عام 2004 بنفس المرض، وخضع لعلاج استمر 4 أسابيع.
في غضون ذلك كشفت صحيفة اللواء اللبنانية السبت
4/6/2011 عن ظهور أول حالة من المحتمل أن تكون مصابة ببكتيريا "إي كولاي"
أو البكتيريا المعوية، وذلك بعد تناوله بعض الخضروات، ومنها الخيار وهو
يعالج حاليا في بيروت دون صدور بيان رسمي يؤكد إصابة الحالة بهذا المرض.
7. ما هي طرق العدوى ببكتيريا "إي كولاي"؟
أوضح
د.مجدى بدران استشاري طب الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة،
في حديث خاص لـ"محيط" أن العدوى تحدث عن طريق الفم بواسطة تلوث خضراوات،
وقد حدث الشك المبدئي في ألمانيا في الخيار والطماطم والخس، ولكن لا دليل؛
حيث كانت العدوى في الماضي تقتصر على اللحم الغير مطبوخ جيداً, والبيض؛ إلا
أن الخضروات خاصةً الخيار دخلت السباق، مضيفا أن التسمم الغذائي بدأ في
بعض المطاعم، رى الخضروات بالمياه ملوثة، الماء الملوث.

8. وهل المضادات الحيوية تستطيع أن تقضي على بكتيريا "إي كولاي"؟
أكد
د.مجدي بدران أنه لا يوجد دور للمضادات الحيوية ولا لأدوية الإسهال ولا
للأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء. حيث أن المضاد الحيوي لم يثبت له أي فائدة
في العلاج؛ بل على العكس، فهذه البكتيريا تحمل جينات تجعلها تقاوم العديد
من المضادات الحيوية التي ربما تزيد من المضاعفات الكلوية، وتحلل الدم سبعة
عشر ضعفاً؛ وتفسير ذلك أن المضادات الحيوية تدمر هذه البكتيريا فتنطلق
منها كميات كبيرة من السموم.
أما
الأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء والأدوية القابضة التي تكسب الإمساك فهى
الأخرى تجعل الميكروبات تستوطن بصورة أفضل بدلاً من التخلص منها, وتسمح
بالسموم بالتراكم داخل الأمعاء، وتستخدم المضادات الحيوية فقط في حالة
التأكد من وجود إلتهابات في أنسجة أخرى غير الأمعاء.
9. هل يوجد علاج للإصابة بببكتريا "إي كولاي"؟
استطاع
فريق علمي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إنتاج مادة تستطيع القضاء
على بكتيريا إي كولاي في المختبر بنسبة 100 في المائة في فترة قصير لا
تتجاوز أجزاء من الثانية، ويرجح الفريق البحثي أن يكون لهذه المادة
المبتكرة تأثير مباشر وقوي على البكتيريا المعروفة ببكتيريا الخيار التي
تفشت في أوروبا أخيرا.
وأكد
الفريق أن النتائج الأولية للدراسة أثبتت قوة المادة المبتكرة، وأنها قد
تكون ذات فعالية عالية في القضاء على البكتيريا الغامضة المنتشرة في بعض
دول أوروبا، كما يشكل الإبتكار إنجازا فريدا في مجال التطبيقات الحيوية
لتقنية النانو بحيث تم التوصل إلى مواد جديدة من أنابيب الكربون النانوية
مطعمة بمواد نانوية عضوية وغير عضوية مثل ذرات الفضة، يمكن استخدامها في
تعقيم مياه الشرب ومعالجتها وتنقيتها من الملوثات، حيث إن استخدام أنابيب
الكربون النانوية المعدلة والمطعمة بجزيئات عضوية وغيرها قادرة على قتل
البكتيريا وبتراكيز قليلة جدا.
وأوضح
أعضاء الفريق، أن الباحثين والعلماء في جميع أنحاء العالم يقومون هذه
الأيام بدراسة خصائص ومواصفات البكتيريا المميتة والغامضة، والتي ظهرت في
بعض أنواع الخضراوات وخاصة في الخيار الإسباني، والتي أدت الإصابة بها إلى
وفاة العشرات في أوروبا وتفشت كالوباء في عدد من هذه الدول، وأشاروا إلى أن
المعلومات الأولية للأبحاث الجارية توضح أن هذه البكتيريا مزدوجة التركيب،
وبطريقة لم تعرف حتى الآن، وأنها تتكون من جزأين مختلفين تماما، ما أدى
إلى فشل المحاولات العلاجية التي كانت تتركز حتى الآن على جانب واحد من
تركيبة البكتيريا المزدوجة باستخدام المضادات الحيوية.
ومن
الناحية الميكروبيولوجية، يقول الدكتور أمجد خليل أستاذ الميكروبيولوجي
والتقنيات الحيوية في الجامعة وأحد أعضاء الفريق العلمي: "إن معرفة
التركيبة المزدوجة لهذه البكتيريا القاتلة سيجعل من الصعب جدا على المضادات
الحيوية التقليدية أن تقضي على هذا النوع المطور من البكيريا المميتة".
ورجح
الدكتور خليل أنه قد يكون لأنابيب الكربون النانوية المعدلة والمطعمة
بجزيئات معينة والتي تم تطويرها في جامعة الملك فهد فاعلية كبير وسريعة في
قتل تلك البكتيريا.
وأكد
أن لدى الفريق العلمي الذي طور هذه المواد فكرة جيدة عن آلية عمل هذه
المادة النانوية داخل البكتيريا، والتي قد يكون لها الأثر المباشر في سرعة
قتل البكتيريا.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن البكتيريا الجديدة تحمل على السطح تركيبة الفيروس النادر المعروف باسم ( O104:H4 )
إلا أن تركيبته الداخلية مختلفة، حيث يتكون من مزيج من نوعين من البكتيريا
من تلك المعروفة باسم إي كولاي، وهو ما يفسر شراستها وعدم استجابتها
للعلاج، ما يؤكد أنها نوع غير معروف حتى الآن.
وأشار
إلى خطورة البكتيريا الجديدة لكونها تفرز سموما داخل الأمعاء تؤدي إلى
إسهال دموي وفشل كلوي واضطرابات عصبية، وبالتالي تؤدي إلى وفاة المريض، كما
أنها لا تتجاوب كثيرا مع المضادات الحيوية، إلا أن اكتشاف سر تركيبتها
المزدوجة سيساعد على سرعة تطوير علاج فعال في المستقبل القريب.
10. كيف يمكن القضاء على بكتيريا "إي كولاي"؟
يمكن القضاء على بكتيريا "إي كولاي" من خلال الطهي الجيد عند درجة حرارة 70، على أن تتعرض كافة أجزاء الطعام لدرجة الحرارة هذه.
تتراوح
مدة الحضانة لهذا النمط من البكتيريا بين ثلاثة إلى ثمانية أيام، بمتوسط 3
أو أربعة أيام. ويُشفَى المريض – عادة – في حوالي عشرة أيام، إلا أنه في
نسبة قليلة من المرضى (ولاسيّما الأطفال الصغار وكبار السن) قد تؤدي العدوى
إلى مرض مهدد للحياة، مثل متلازمة HUS المسببة للفشل الكلوي الحاد، والأنيميا، ونقص الصُفَيْحات الدموية ومعروف أن متلازمة HUS هي السبب الأكثر شيوعاً للفشل الكلوي الحاد بين الأطفال الصغار. وقد تتسبب في مضاعفات عصبية مثل الجلطة والغيبوبة.