أيها العالم إنه رسول الله
أيها العالم إنه رسول الله
انتظر العالم بأجمعه وأهل الكتاب خاصة ميلاد نبينا - صلى الله عليه وسلم –بشغف حتى إن اليهود تمركزوا في المدينة المنورة (يثرب) ليكون منهم نبينا- صلى اللهعليه وسلم – وسلمان الفارسي رضي الله عنه عَلِم من الرهبان في فارس والشام تلكالحقيقة وظل يجوب الفيافي والوديان وينتقل بين البلدان، وتحمل الرِّق ليصل إلىنبينا - صلى الله عليه وسلم – ويقف على دلائل نبوته التي أخبره بها الرهبان، وهذاطبع كل إنسان نبيل صادق مع نفسه يبحث عن الخير أينما كان ومن أي شخص كان فسلمانرضي الله عنه بحث عما يخرجه من الظلمات إلى النور، من الخيانة إلى الأمانة، منالذل إلى العزة، من الدناءة إلى الكرامة، من الجَور إلى العدل. وهكذا..
فمن نظر في صفات الإنسانية وجدها في محمد - صلى الله عليه وسلم – ومن تفحصصفات العزة وجدها في محمد - صلى الله عليه وسلم – ومن حصر صفات الكرامة وجدها فيمحمد - صلى الله عليه وسلم – ومن نظر في صفات القيادة وجدها في محمد - صلى اللهعليه وسلم -، وهكذا كل صفات الكمال فهي فيه - صلى الله عليه وسلم -، ذلك لأنهالنبي الخاتم وأفضل الخلق أجمعين، هذه المنزلة وتلك المكانة أعطاها له ربنا عز وجلوأرسله بدين كامل شامل صالح لكل زمان ومكان وعصر ومصر، له صلى الله عليه وسلم فيقلوب مَن صَدَق من أعدائه فضلاً عن أتباعه المنزلة العالية والمكانة الرفيعة شهدوابها على مرّ العصور والقرون من هرقل عظيم الروم وأسياد قريش إلى الرؤساء والمفكرينفي العصر المتحضر.
فمن خرج عن إنسانيته وفطرته سواء كان رئيساً أو وزيراً أو مفكراً أوإعلامياً وقف نبينا - صلى الله عليه وسلم – في وجهه في حياته، وبعد مماته وقف ماجاء به من معايير وقيم وأخلاق في وجهه تحملها طائفة منصورة بنصر الله لها، محفوظةإلى قيام الساعة، وأعداء القيم والمبادئ والأخلاق الكريمة ناصبوا رسولنا - صلىالله عليه وسلم -، وأتباعه العداء ليسيطروا على الناس بقيمهم الفاسدة، وأخلاقهمالقذرة، وصفاتهم الحيوانية، وأهل الباطل دائماً يزينون باطلهم بالإثم والعدوان،والكذب والبهتان، وإلقاء التهم على أهل الحق، لا تعرف ألسنتهم الصدق ولا قلوبهمالحب، ميولهم شهوانية، أهدافهم حيوانية، طبائعهم عدوانية.
فيا أهل العصر المتحضر والقرن الحديث ويا زعماء الحضارة أوقفوا نزيف الدمالذي فجرتموه، وأسلوب البطش الذي شيدتموه، ومناهج التعدي والسلب التي أسستموها فيإعلامكم وقنواتكم، وارجعوا إلى فطرتكم التي فطركم الله عليها، واتركوا الدعواتالجاهلية فإنها منتنة.
لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يوماً ما لنا وحدنا نحن المسلمونولكن جاء لكم أيضاً فإن تسلموا تكونوا مثلنا لكم ما لنا وعليكم ما علينا، ولم يكنعند الله إلا دين واحد لا يتعدد ولا يتجزأ " إِنَّالدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ " [ آل عمران : 19 ] جاء لهدايةالناس أجمعين ورحمة للعالمين، فأنقذوا أنفسكم بتأمل ما جاء به واسألوا مَن صَدق منأبناء جلدتكم عنه، فقد تقرر عندهم صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وعرفوا صدق ما جاءبه كما يعرف أحدهم ابنه قال تعالى : " الَّذِينَآَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّفَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " [البقرة : 146 ]
وقال تعالى : " الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُالْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواأَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ " [ الأنعام : 20 ] .
فيأهل العصر المتحضر والقرن الحديث ويا زعماء الحضارة أفصحوا لشعوبكم عنتلك الحقيقة التي عرفتموها وأيقنتموها وكفاكم مكراً وخداعاً وظلماً، فرسول بهذهالمكانة، ودين بتلك الشمولية لن يزيده مكركم إلا ثباتاً وعلواً ولكم فيمن سبقكمعلى مدى أربعة عشر قرناً عبرة فقد ذهبوا وذهب مكرهم، وثبت الدين وثبت أهله " وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْوَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّفِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُواوَكَانُوا يَتَّقُونَ " [ النمل : 50 ـ 53 ]
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىكَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَانُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِاللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " [ آل عمران : 64 ].
هذا والله الموفق والهادي إلى سواءالسبيل وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه/ يسري صابر فنجر