مع إنتهاء عمليات التصويت في الاستفتاء
على انفصال جنوب السودان بنسبة مشاركة تجاوزت 90% وبدء عمليات الفرز التي
كشفت ملامحها الأولى عن اتجاه نحو الانفصال بنسبة 98% ، يتجاوز السودان
شمالاً وجنوباً أفراحه وأحزانه بشطر البلاد لنصفين، فبينما دعا سيلفا كير،
رئيس الحكم الذاتي بالجنوب مواطنيه لمسامحة الشماليين على الحروب التي
خاضوها ضدهم، عاد الصراع حول منطقة «آبيي» الغنية بالنفط والمتنازع عليها
بين الجانبين للواجهة.
وأفادت النتائج الأولية الجزئية، الأحد، من عدد من مكاتب الاقتراع في
جوبا عاصمة الجنوب بأن نسبة المقترعين لصالح الانفصال تقارب الـ98%.
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي يقود بعثة لمراقبة
الاستفتاء، الأحد، إن نسبة الإقبال تجاوزت 90% ومعظم الناخبين يفضلون
الانفصال، بينما أعلن مراقبون في ختام أيام الاقتراع، ارتفاع نسب التصويت
وصلت إلى 91% في غالبية مراكز التصويت وإتمام التصويت بنسبة 100% في 23% من
المراكز، وقال كارتر إنه دخل مراكز قليلة ووجد فيها فرز الأصوات جارياً
وأضاف أن الأصوات «كانت بالإجماع تسير عملياً لصالح الانفصال».
وبدوره، قال رئيس مفوضية الاستفتاء محمد إبراهيم خليل، في مؤتمر صحفي
بجوبا «رسخنا لتجربة ديمقراطية يجب أن نعتز ونفتخر بها كسودانيين»، ملمحاً
إلى أن نتيجة الاستفتاء في صالح الانفصال.
ومع بدء عمليات فرز الأصوات، عبرت عشرات الناشطات في شمال السودان عن
حزنهن على انفصال الجنوب بالتوشح بألوان سوداء، وأعلن الحداد اعتباراً من
السبت، وحتى موعد إعلان نتيجة الاستفتاء الشهر المقبل.
وفيما بات الانفصال مؤكداً في نظر المراقبين والمحليين، دعا رئيس حكومة
جنوب السودان سلفا كير الجنوبيين إلى «مسامحة» الشماليين على الحروب التي
خاضوها ضدهم، في الوقت الذي قالت فيه الحكومة الجنوبية إن دولتها ستواجه
صعوبات يمكنها أن تتغلب عليها خلال 5 سنوات.
واعتبرت صحف الخرطوم أن الانفصال أصبح واقعاً وتطرقت للعلاقة التي يفترض
أن تقوم مع الدولة الوليدة بعد صدور نتائج الاستفتاء، ودعت صحيفة «الأيام»
المستقلة إلى «التعاون العقلاني مع الواقع الجديد لان الأسابيع القليلة
القادمة والممتدة من اليوم وحتى نهاية الفترة الانتقالية في يوليو القادم
ستكون مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة لرسم معالم العلاقة المستقبلية بين دولة
الجنوب ودولة الشمال».
لكن صحيفة «الانتباهة»، حذرت الجنوبيين من مغبة التدخل في شؤون الشمال
بعد الانفصال، وقالت «إذا أرادوا الحسنى والجوار الطيب فأهلاً وسهلاً،
وإذا بدأوا في التآمر والتخابث واللعب بالنار فالأولى أن يعرفوا أن دولتهم
الهشة لا تحتمل أي نزاعات».
وبعيداً عن الاستفتاء وتداعياته، عاد الصراع حول منطقة آبيي للواجهة،
فبينما حذر صلاح عبد الله قوش، مستشار عمر البشير رئيس الجمهورية لشؤون
الأمن القومي، الحركة الشعبية التي تتولى الحكم الذاتي في الجنوب من مغبة
دخول آبيي، وصفت صحيفة «ذا سيتيزين» الجنوبية، آبيي، بأنها «بالنسبة إلينا
هي بأهمية فلسطين بالنسبة إلى العالم العربي، وأهل آبيي هم أهلنا وأرض آبيي
هبة من الله لهم»، وأضافت «لا يمكن أن نقيم علاقة صداقة مع الخرطوم وآبيي
رهينة، ونحن نريد من العرب آبيي مثلما يريدونه من إسرائيل عندما وضعوا كشرط
لاعترافهم بها انسحابها من الأراضي الفلسطينية المحتلة»، واعتبرت الصحيفة
أن «العرب مستوطنون في إفريقيا مثلما اليهود هم مستوطنون في إسرائيل».
يأتي ذلك فيما بدأ تحالف قوى المعارضة، تنظيم حملات تصعيدية بغية تحريك
الشارع لإسقاط الحكومة وتغيير النظام سلمياً وتشكيل حكومة قومية انتقالية،
هدد نافع علي نافع، مساعد الرئيس السوداني بشل حركة وحرية المعارضة إذا لم
تكف عن محاولات بث الفتنة التي قال إنها لا تملك الجرأة ولا العدد
لإشعالها.
السبت مايو 05, 2012 9:25 am من طرف asd
موضوع: استفتاء السودان... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟