asd
عدد المساهمات : 228 تاريخ التسجيل : 19/10/2010
| موضوع: "القرضاوى" يؤيد حق أقباط مصر فى بناء كنائس جديدة الإثنين يناير 10, 2011 5:06 am | |
| قال الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس اتحاد العلماء المسلمين، إن سماحة الإسلام هى السبب الرئيس لمبدأ التعايش الذى شهده أهل الكتاب فى الدول الإسلامية على مر العصور، مؤكداً أن ما حدث فى الإسكندرية من تفجير أمام كنيسة القديسين وراءه أيادٍ أجنبية، كما طالب القرضاوى البطريرك بنديكتوس بابا الفاتيكان بعدم التدخل فى شئون مسيحيى الشرق، لأنهم يعيشون فى أوطانهم، على حد وصفه، مضيفاً أن حمايتهم هى مسئولية المسلمين الذين تنص شريعتهم على ذلك، مضيفاً أن أقباط مصر لهم منزلة خاصة عن المسلمين، عملاً بوصية النبى صلى الله عليه وسلم قبل وفاته.
وقال القرضاوى فى حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة" على قناة "الجزيرة"، فى حلقة بعنوان "المسلمون والمسيحيون.. مسئوليات العيش المشترك": "إن الأقباط فى مصر ليسوا مضطهدين دينيا إنما لديهم مشاكل، ولكنهم أكثر الناس حظا فى مصر من المسلمين، فهم أقلية، لكن ثلث الثورة بأيديهم وأغنى واحد فى مصر ليس مسلما بل قبطياً، مشيرا إلى أنه ليس هناك اضطهاد قبطى وأن ما يحدث هو تضخيم ومبالغة للأمور، مؤكداً أن هناك مشاكل يجب الاعتراف بها حتى يتم التوصل لحلول لها، لأنه لا توجد مشكلة إلا ولها حل، مضيفاً أن ما يقال عن هجرة الأقباط من البلاد العربية غير صحيح إنما هى الهجرة من المسيحيين والمسلمين معاً، فهناك فى بلادنا العربية احتقانات ليست كلها دينية، بل هناك سياسية واقتصادى، فالإضرابات والصدمات فى أكثر من بلد عربى وإسلامى من أجل الشئون الاقتصادية والأسعار، فهناك من يريد أن يفر من بلاده وأحيانا تكون هناك تدخلات خارجية.
وأضاف الدكتور القرضاوى أن هناك قوانين يجب أن يعاد النظر فيها، فليس كل ما فى الكتب القديمة يجب الأخذ بها، فهناك آراء فقهية تعبر عن وقتها زمانها ومكانها، والآن تداولها الزمن، وفقهاؤنا قديما قالوا: "الفتوى تتغير بالزمان والمكان"، فالنصارى يتزايدون فليس من المعقول أن يزيدوا وتبقى الكنائس كما هى، فلقد جاءت مجموعة من النصارى لسيدنا عمر بن الخطاب، وقالوا له: "نحن قوم عرب ونأنف من كلمة جزية، ونريدك أن تأخذ منا باسم الزكاة"، فرفض فى أول الأمر، ثم تراجع، وقال لهم: "سموها كما تشاءون"، فنظر عمر إلى المقصد، فالعبرة بالمقاصد والمعانى، وليس بالألفاظ والمبانى، فهناك أشياء كثيرة تحتاج إلى نظر.
وأضاف الدكتور يوسف القرضاوى، فى رده على سؤال العيش المشترك مسئولية من؟، فأجاب مسئولية الجميع المسلمين والمسيحيين، واعتبرا أن مسئولية المسلمين أكبر لأنهم الأغلبية التى يجب أن تحتضن الأقلية ويجب أن تتسامح معها، ومسئولية بالأخص أهل الرأى والحكمة ولا يترك الأمر للعوام لقول الله تعالى: "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم...."، فأهل الذكر والحكمة هم الذين يرجع إليهم، فالمسئولية مسئولية الطرفين.
وعن سؤال فيما تكون الشراكة بين المسلمين والأقباط؟ قال: "الشراكة فى كل شىء فهم مشتركون فى بناء الوطن والاستمتاع بخيره والدفاع عنه إذا أصابه شر، ومحاربة الفقر والأمية والأمراض والبطالة، لقوله تعالى "لكم دينكم ولى دين".
وأكد الدكتور القرضاوى أن هناك أمورا يجب أن يناقشها أهل الحكمة والعقلمن كلا الطرفين فقط، ولا يناقشها عامة المسلمين والمسيحيين، مثل واحدة تسلم ثم يحال بينها وبين الاستمرار فى الإسلام وتوضع فى منفى، فلماذا هذا، فلا إكراه فى الدين، فإذا أسلمت راضية وعن طوع نفسها فلماذا نرغمها على أن ترجع إلى دينها السابق، فهذا يثير المسلمين، وتظهر الأقاويل بأن الكنيسة أصبحت دولة داخل دولة، فمناقشة تلك الأمور تحل بين العقلاء، وبهذا تنطفئ نار الفتنة قبل أن تندلع.
وفى سؤال عن أن البعض يحمل الخطاب الدينى المتوتر مسئولية ما يجرى من فتن وتوترات دينية فى المنطقة، فأجاب: "لو أخذنا الخطاب المتوتر والمتطرف وخطاب الغلاة لن نصل لخير لا للمسلمين ولا للمسيحيين، فالخطاب المتطرف الإسلامى لا يمثل جماعة المسلمين، والخطاب القبطى المتطرف لا يمثل جماعة الأقباط، إنما نحن نعتمد على أهل الوسط والخطاب المعتدل الذى يمثل الوسطية الإسلامية.
وشدد القرضاوى على أن الإسلام الصحيح هو دين التسامح، فالقواعد التى وضعها الإسلام للتسامح لا يوجد مثلها، منها كرامة بنى آدم لقوله تعالى: "ولقد كرمنا بنى آدم"، فقد روى البخارى ومسلم أن الرسول مرت عليه جنازة، فقام واقفاً احتراماً للميت فقالوا: "يا رسول الله إنها جنازة يهودى"، قال: "أليست نفساً".
وأوضح أن الإسلام أقر باختلاف الناس فى الأديان فهو بمشيئة الله، بمعنى لو أراد الله أن يجعل الناس كلها مسلمة لفعل لقوله تعالى: "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين"، فتلك إرادة الله، فضلال الناس أو كفرهم لسنا مسئولين عنه، الله هو الذى سيحاسب الجميع وليس فى هذه الدنيا وإنما يوم القيامة لقوله تعالى: "وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون".
وفى مداخلة هاتفية للمفكر القبطى جمال أسعد، عضو مجلس الشعب، أجاب على سؤال العلاقات بين المسلمين والمسيحيين ليست كما كانت فى السابق من يتحمل مسئولية الشحن الطائفى؟، أجاب: "أن التعامل الآن على أرضية مسلم ومسيحى وليست مصرى ومصرى، ولا شك أن هناك مناخا طائفيا منذ السبعينات جعل الأقباط يهاجرون إلى الكنيسة، فأصبحت الكنيسة تأخذ دورا سياسيا غير دورها الروحى".
وللأسف الشديد الدولة والنظام المصرى استكان لذلك، واستملح ذلك، فتنازل عن مواطنيه الأقباط لمؤسسة دينية، مما جعل مشاكل الأقباط تتحول من مشاكل مواطنين مصريين سياسية إلى مشاكل طائفية، وبالتالى أصبح الأغلبية المسلمة لا يعنيها تلك المشاكل، لأنها ليست مشاكل سياسية فى المقام الأول.
وفى مداخلة هاتفية للأب جورج مسوح، أستاذ علم الأديان من لبنان، أكد أن المسيحيين والمسلمين يواجهون مشكلات على الأرض نشأت مع القرن العشرين، وأن الكيان الصهيونى والاحتلال الأمريكى والخطاب المتطرف فى جميع الديانات، هو ما أدى إلى تواترت طائفية وحروب فى بعض البلدان، وأن ما قاله بابا الفاتيكان لحماية المسيحيين قول غير مقبول، فنحن لا يحمينا سوى الدولة التى هى مسئولة عن المسلمين والمسيحيين وكل فرد على أرض الوطن.
وأضاف أن هناك أسباباً حقيقة لهجرة المسيحيين من الشرق، فالسبب أمريكا والصهيونية وليس المسلمين، الاحتلال الأمريكى أدى إلى هجرة مسيحيى العراق، الكيان الصهيونى أفرغ فلسطين من المسيحيين، مؤكداً أن كل هذا لا يعفى المؤسسات الإسلامية من أن تعمل وتقدم اجتهادات جديدة، من أجل تحسين أوضاع المسيحيين مثل بناء الكنائس بأن يسعوا فى تغيير بعض القوانين منذ العهد العثمانى، لأن الدولة الإسلامية على مدى العثور حافظت على التواجد المسيح ى. | |
|