علمت «المصري اليوم»، أن الحكومة قررت
تأجيل تطبيق نظام بيع أنابيب البوتاجاز المنزلي بنظام الكوبونات، إلى ما
بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها في سبتمبر المقبل.
وأوضح مصدر حكومي مسؤول، أنه تقرر البحث في إمكانية تطبيق هذا النظام من
عدمه عقب الانتخابات الرئاسية، لافتاً إلى أن هناك العديد من السلبيات
التي ظهرت على الساحة بعد الإعلان عن تطبيق هذا النظام.
وأشار إلى أن تقارير المراقبة للأسواق التي أجرتها بعض الجهات الحكومية،
حذرت من بعض المشاكل المتوقع حدوثها من هذا النظام، لافتاً إلى صعوبة حصر
المستحقين لهذه الكوبونات، وفشل بعض المحافظات في عمل حصر دقيق لهم، الأمر
الذي كان من الممكن أن يسبب أزمة بسبب حصول البعض على كوبونات وعدم حصول
البعض الأخر.
وأوضح المصدر أن العديد من المنازل تستخدم أكثر من أنبوبة أو اثنين في
وقت واحد مثل المنازل التي بها سخان يعمل بالغاز، أو أجهزة طهي مختلفة مثل
وجود بوتاجاز وفرن منفصل، و بالتالي فإن الحصة المقررة للأسرة الواحدة لن
تكفي احتياجاتها.
وأضاف، أنه، فور الإعلان عن تطبيق النظام الجديد، انتشرت ظاهرة تخزين
أنابيب البوتاجاز، ولجأ البعض إلى شراء عدد من الأنابيب الفارغة وتعبئتها
وتخزينها في المنازل، تحسباً لنشوب أزمة عند تطبيق النظام الجديد، الأمر
الذي يمثل خطورة كبيرة على أمن وسلامة تلك المنازل، بالإضافة إلى أنه يوضح
شعور المواطنين بأن النظام الجديد سوف يتبعه أزمة حقيقة لا محالة.
ولفت إلى وجود مخاوف حقيقة من ظهور سوق سوداء موازية تؤدي إلى تسرب
الدعم بشكل كبير، خاصة في ظل عدم قدرة بعض المحليات على تحديد الأسر التي
ليس لديها غاز طبيعي من الأسر التي لديها غاز، مما يشير إلى إمكانية حصول
بعض الفئات الغير مستحقة لهذه الأنابيب و إعادة بيعها في السوق السوداء.
وأكد المصدر أن ارتفاع تكلفة إنتاج الأنبوبة المنزلية من 45 جنيهاً إلى
80 جنيهاً من الممكن أن يؤدي إلى ارتفاع سعرها في السوق السوداء إلى 60
جنيهاً، بالإضافة إلى أنه جعل من الصعوبة بيع الأنبوبة في السوق الحر بسعر
التكلفة «80 جنيهاً».
وذكر أن من بين أسباب تأجيل النظام الجديد، عدم وجود شبكة توزيع ناجحة
سواء من خلال شباب الخريجين بإنشاء شركات جديدة لتوزيعها للمنازل، خاصة فى
المناطق السكنية التي لا يوجد مستودعات بوتاجاز قريبه منها خاصة بعد
إلزام المستودعات بأن تكون خارج الكتلة السكنية.
وأكد أن كل هذه العناصر وغيرها من العناصر الأخرى، كان ممن الممكن أن
تسبب بلبلة حقيقة داخل المجتمع، وهو أمر مرفوض، لافتا إلى أن الحكومة لجأت
للعديد من الإجراءات لتفادي نشوب أزمة في الأنابيب خلال هذا الشتاء، وهو ما
تحقق بشكل كبير من خلال تشديد الرقابة على منافذ التوزيع وزيادة كميات
الأنابيب في المحافظات المختلفة، وتكوين شبكة توزيع قادرة على الوصول لجميع
المناطق، مما يدل على إمكانية تفادي الأزمة الشتوية دون اللجوء إلى نظام
الكوبونات.