القعقاع
عدد المساهمات : 76 تاريخ التسجيل : 16/10/2010
| موضوع: أمير المؤمنين يزيد بن معاوية الأربعاء أكتوبر 27, 2010 7:44 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](( [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ))
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
يزيد بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] – رحمه الله – لم يكن بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أوحتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات والكلام الفارغ الملفق ، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها ،بأبشع تصوير .
و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذهالروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية والنهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي فيتاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .
و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .
و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب ، رويت لتشويه صورة و سيرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رحمه الله و والده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه ، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و الشيعة الروافض عليهم غضب الله ، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم .
منقبة ليزيد بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسيحدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له ومعه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قالالنبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ،فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسينمن الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فجهز [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جيشاً بقيادة ولده يزيد، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابنالزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .
و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قالمحمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى اللهعليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .
و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم .
بعضاً من سيرة يزيد و لنقف قليلاً ، على بعض من سيرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رحمه الله قبل أن يرشحه والده لولاية العهد ، و ما هي الحال التي كان عليها قبل توليه الخلافة ، و مدى صدق الروايات التي جاءت تذم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وتصفه بأوصاف مشينة .
عمل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه جهده من البداية في سبيل إعداد ولده يزيد، و تنشئته التنشئة الصحيحة ، ليشب عليها عندما يكبر ، فسمح لمطلقته ميسونبنت بحدل الكلبية ، و كانت من الأعراب ، و كانت من نسب حسيب ، و منها رزقبابنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، - أنظر ترجمتها في : تاريخ دمشق لابن عساكر - تراجم النساء - (ص397-401) - ، و كان رحمه الله وحيد أبيه ، فأحب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه أن يشب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على حياة الشدة و الفصاحة فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية ، ويتحلى بشمائل النخوة و الشهامة والكرم و المروءة ، إذ كان البدو أشدتعلقاً بهذه التقاليد .
كما أجبر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ولده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على الإقامة في البادية ، و ذلك لكي يكتسب قدراً من الفصاحة في اللغة ، كما هو حال العرب في ذلك الوقت .
و عندما رجع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من البادية ، نشأ و تربى تحت إشراف والده ، و نحن نعلم أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه كان من رواة الحديث ، - أنظر : تهذيب التهذيب لابن حجر (10/207) - ، فروى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بعد ذلك عن والده هذه الأحاديثو بعض أخبار أهل العلم . مثل حديث : من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ،و حديث آخر في الوضوء ، و روى عنه ابنه خالد و عبد الملك بن مروان ، و قدعده أبوزرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة ، و هي الطبقة العليا .البداية و النهاية لابن كثير (8/226-227) .
و قد اختار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] دَغْفَل بن حنظلة السدوسي الشيباني (ت65هـ) ، مؤدباً لولده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، و كان دغفل علامة بأنساب العرب ، و خاصة نسب قريش ، و كذلك عارفاً بآداباللغة العربية . أنظر ترجمته في : تهذيب التهذيب لابن حجر (3/210) .
هذه بعضاً من سيرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رحمه الله قبل توليه منصب الخلافة ، و قبل أن يوليه والده ولاية العهد من بعده .
توليه منصب ولاية العهد بعد أبيه بدأ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده ، ففكر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في هذا الأمر و رأى أنه إن لم يستخلف و مات ترجع الفتنة مرة أخرى .
فقام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه باستشارة أهل الشام في الأمر ، فاقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية ، فرشح ابنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد و أرسل إلى المدينة يستشيرها و إذبه يجد المعارضة من الحسين و ابن الزبير ، و ابن عمر و عبد الرحمن بن أبيبكر ، و ابن عباس . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين –(ص147-152) و سير أعلام النبلاء (3/186) و الطبري (5/303) و تاريخ خليفة(ص213) . و كان اعتراضهم حول تطبيق الفكرة نفسها ، لا على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بعينه .
و تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا حيال هذهالفكرة مواقف شتى ، ففيهم المعارض ، و منهم المؤيد ، و كانت حجة الفريقالمعارض تعتمد على ما وردته بعض الروايات التاريخية ، التي تشير أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كان شاباً لاهياً عابثاً ، مغرماً بالصيد و شرب الخمر ، و تربية الفهودوالقرود ، و الكلاب … الخ . نسب قريش لمصعب الزبيري (ص127) و كتاب الإمامةوالسياسة المنحول لابن قتيبة (1/163) و تاريخ اليعقوبي (2/220) و كتابالفتوح لابن أعثم الكوفي (5/17) و مروج الذهب للمسعودي (3/77) و انظر حولهذه الافتراءات كتاب : صورة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في الروايات الأدبية فريال بنت عبد الله (ص 86- 122 ) .
و لكننا نرى أن مثل هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، فالإضافة إلى ما سبق أن أوردناه عن الجهود التي بذلها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في تنشئة وتأديب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، نجد رواية في مصادرنا التاريخية قد تساعدنا في دحض مثل تلك الآراء .
فيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكرهنَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ماوسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهلالعلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) .
و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عنالفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذيخاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شربالخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فمايحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكنرأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم فيشيء . البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ –(ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (ص384) .
كما أن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصياتالإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عباس و ابن عمر وأبو أيوب الأنصاري ، على مصاحبة جيش [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في سيره نحو القسطنطينية فيها خير دليل على أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، ويتمتعبالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات ؛ وإلا لما وافق أمثالهؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .
و بالرغم من كل ما سبق أن أوردناه من روايات ، فإن أحد المؤرخين المحدثين قد أعطى حكماً قاطعاً بعدم أهلية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]للخلافة ، دون أن يناقش الآراء التي قيلت حول هذا الموضوع ، أو أن يقدم أيدليل تاريخي يعضد رأيه ، ويمضي ذلك المؤرخ المحدث في استنتاجاته ، فيرى أن[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لم يبايع لولده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بولاية العهد ، إلاّ مدفوعاً بعاطفة الأبوة . أنظر كتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي (2/46-47 ، 51 ) .
لكننا نجد وجهة النظر التي أبداها الأستاذ محب الدين الخطيب - حول هذهالمسألة - جديرة بالأخذ بها للرد على ما سبق ، فهو يقول : إن كان مقياسالأهلية لذلك أن يبلغ مبلغ أبي بكر وعمر في مجموع سجاياهما ، فهذا ما لميبلغه في تاريخ الإسلام ، ولا عمر بن عبد العزيز ، و إن طمعنا بالمستحيل وقدرنا إمكان ظهور أبي بكر آخر و عمر آخر ، فلن تتاح له بيئة كالبيئة التيأتاحها الله لأبي بكر و عمر ، و إن كان مقياس الأهلية ، الاستقامة فيالسيرة ، و القيام بحرمة الشريعة ، والعمل بأحكامها ، و العدل في الناس ،و النظر في مصالحهم ، والجهاد في عدوهم ، وتوسيع الآفاق لدعوتهم ، والرفقبأفرادهم و جماعاتهم ، فإن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يوم تُمحّص أخباره ، و يقف الناس على حقيقة حاله كما كان في حياته ، يتبينمن ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناءعليهم . حاشية العواصم من القواصم لابن العربي (ص221).
و نجد أيضاً في كلمات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نفسه ما يدل على أن دافعه في اتخاذ مثل هذه الخطوة هو النفع للصالح العامو ليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله : اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لمارأيت من فضله ، فبلغه ما أملت و أعنه ، و إن كانت إنما حملني حبّ الوالدلولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك . تاريخالإسلام للذهبي – عهد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن أبي سفيان – (ص169) و خطط الشام لمحمد كرد علي (1/137) .
و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ولاية العهد من بعد أبيه - ، أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه ، إذ أنه باختياره لابنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لولاية العهد من بعده ، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها ، و حفظ لها استقرارها ، و جنبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب .
و قد اعترف بمزايا خطوة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذه ، كل من ابن العربي ، أنظر: العواصم من القواصم (ص228-229 ) .
و ابن خلدون الذي كان أقواهما حجة ، إذا يقول : والذي دعا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لإيثار ابنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاقأهوائهم باتفاق أهل الحل و العقد عليه - و حينئذ من بني أمية - ثم يضيفقائلاً : و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته و صحبته مانعة من سوىذلك ، و حضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريبمنه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، و عدالتهم مانعة منه . المقدمة لابن خلدون (ص210-211) .
و يقول في موضع آخر : عهد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى منسواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ، مع أن ظنهم كان به صالحاً ،ولا يرتاب أحد في ذلك ، ولا يظن بمعاوية غيره ، فلم يكن ليعهد إليه ، و هويعتقد ما كان عليه من الفسق ، حاشا لله لمعاوية من ذلك . المقدمة (ص206) .
قلت : و قد رأى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده و هو أعلم الناس بخفاياه و لو لم يكن عنده مرضياً لما اختاره .
و أما ما يظنه بعض الناس بأن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كان أول من ابتدع الوراثة في الإسلام ، فقد أخطأ الظن ، فدافع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في عهده لابنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بالخلافة من بعده ، كان محمولاً على البيعة من الناس و ليس كونه محمولاًعلى الوراثة ، و لو كان ما رآه هو الأخير لما احتاج إلى بيعتهم بل لاكتفىببيعته منه وحده .
فإن قيل لو ترك الأمر شورى يختار الناس ما يرونه خليفة من بينهم ، قلنا قدسبقه بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه من بيعته لأبي بكر يوم السقيفة ، وسبقه أبو بكر أيضاً في وصيته لعمر بولاية العهد من بعده ، و ما فعله عمرحين حصر الخلافة في الستة .
و الغريب في الأمر أن أكثر من رمى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و عابه في تولية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و أنه ورثّه توريثاً هم الشيعة ، مع أنهم يرون هذا الأمر في علي بن أبي طالب و سلالته إلى اثني عشر خليفة منهم .
و ليس افضل - قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر - من أن نشير إلى ما أورده ابنالعربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذاالموضوع ، إذ يقول : دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمحين استخلف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، فقال : أتقولون إن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ليس بخير أمة محمد ، لا أفقه فيها فقهاً ، ولا أعظمها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : و أنا أقول ذلك ، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق . العواصم من القواصم (ص231) .
و هل يتصور أيضاً ما زعم الكذابون ، من أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه كان غير راض عن لهو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وفسقه ، و شربه ، و أنه أكثر من نصحه فلم ينتصح ، فقال – لما يئس مناستجابته - : إذاً عليك بالليل ، استتر به عن عيون الناس ، و إني منشدكأبياتاً ، فتأدب بها و احفظها ، فأنشده :
انصب نهاراً في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب
حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب
فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الأريب
كم فاسق تحسبه ناسكاً * قد باشر الليل بأمر عجيب
غطى عليه الليل أستاره فبات في أمن و عيش خصيب
و لذة لأحمق مكشوفة * يشفي بها كل عدو غريب
كذا قال الكذابون الدهاة ، و لكن فضحهم الله ، فهذه الأبيات لم يقلها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه ولم تكن قيلت بعدُ ، ولا علاقة لها بمعاوية ولا بيزيد ، ولا يعرفها أهل البصرة ، إلا ليحيى بن خالد البرمكي ، أي الذي عاش زمن هارون الرشيد ، أي بعد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و ابنه بنحو مائة عام . أنظر : تاريخ دمشق لابن عساكر ( 65/403) .
بعض من الأحاديث المكذوبة في حق يزيد و قد زورت أحاديث في ذم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كلها موضوعة لا يصح منها شيء فهذه بعضها ، و إلا فهناك الكثير :-
منها قول الحافظ أبو يعلى : عن أبي عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] . هذا الحديث و الذي بعده منقطعة بل معضولة ، راجع البداية و النهاية (8/231) .
و حديث آخر أورده ابن عساكر في تاريخه ، بلفظ : أول من يغير سنتي رجل من بني أمية يقال له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .تاريخ دمشق (18/160) ، و قد حسن الشيخ الألباني سنده ، و قال معلقاً عليه: و لعل المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة ، و جعله وراثة ، والله أعلم . الصحيحة (4/329-330) . قلت : الحديث الذي حسنه الشيخ الألباني دون زيادة لفظة ( يقال له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) ، أما قوله بأن المراد تغيير نظام اختيار الخليفة و جعله وراثياً ، فإن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه هو أول من أخذ بهذا النظام و جعله وراثياً ، إذاً فالحديث لا يتعلق بيزيد بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بعينه ، و الله أعلم .
و منها أيضاً قول : لا بارك الله في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الطعان اللعان ، أما أنه نُعي إلي حبيبي حسين . تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي ، للإمام الذهبي ( ص159) .
علاقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بآل البيت رضي الله عنهم و لم يقع بين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]و بين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابةبينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله و مقتلهم على يد أهل العراق بكربلاء و مع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] و آل البيت وكانوا أولاد عمومته و نراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة و مكة بلكانت صلته بعلي بن الحسين و عبد الله بن العباس و محمد بن الحنفية أيامالحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من بعده غاية في المودة و الصداقة والولاء و كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لا يرد لابن جعفر طلباً و كانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، و كان عبد الله بن جعفر يقول في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أتلومونني على حسن الرأي في هذا . قيد الشريد في أخبار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (ص35) . ************منقولمن ملتقى أهل الحديث المصدر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|