إرم ذات العماد(فعلاً التي لم يخلق مثلها في البلاد)
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 760 تاريخ التسجيل : 22/09/2010
26102010
إرم ذات العماد(فعلاً التي لم يخلق مثلها في البلاد)
إرم ذات العماد ، الاحقاف قصة وعبرة .. قال اللهُ تعالى: {ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعاد، إرمَ ذاتِ العماد، التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد} (سورة الفجر/6-. رُوِيَ في تفسيرِ هذه الآيةِ الكريمةِ أن مدينةَ "إرمَ" ذات العمادِ كانتفي اليمنِ بين "حَضْرَمَوْتَ" و"صنعاءَ" من بناءِ "شدَّادِ بنِ عاد". وقومُ "عادٍ" هؤلاءِ كانوا طوالاً يصلُ طولُ الواحدِ منهم إلى اثني عشرَذراعًا في الهواءِ أي حوالي ستة أمتار، وكان "لعادٍ" هذا ابنانِ هما:"شدَّادٌ" و"شديدٌ"، فملَكا بعدَ والدِهما وتجبَّرا وظلما في البلاد،وأخذاها عُنوةً وقهْرًا. وإنهما لما صَفَا لهما ذلك واستقرَّ قرارُهما ماتَ "شديدٌ" وبقي "شدادٌ"، فأكملَ غزواتهِ حتى ملَكَ الدنيا، ودانتْ له ملوكُها. وكان شدادٌ جبارًا عنيدًا عابدًا للأصنامِ من دونِ اللهِ والعياذُ باللهتعالى، ومُولعًا بقراءةِ الكتبِ القديمةِ، كلما مرَّ فيها على ذكرِ الجنةِوما أعدَّ الله فيها لأوليائهِ من قصورِ الذهبِ والفضةِ والمساكنِ التيتجري من تحتِها الأنهارُ، كانت نفسُه الأمَّارةُ بالسوءِ تدعوهُ إلى أنيجعلَ مثل هذه الجنةِ له في الدنيا عُتُوًّا على اللهِ تعالى وكفرًا به. فقال لأمرائه:" إني مُتَّخذٌ في الأرضِ مدينةً على صفةِ "الجنة" فوكَّلَبادىء الأمرِ مائةَ رجلٍ من وُكلائِهِ، تحتَ يدِ كلِّ رجلٍ منهم ألفٌ منالأعوانِ، وأمرَهم أن يفتِّشوا في أراضي اليمنِ ويختاروا أطيَبها تربةً،وأزكاها هواءً. ومكنَّهم من الأموالِ، وكتبَ إلى ملوكِهِ يأمُرهم أن يكتبوا إلى وُلاتِهِمفي ءافاقِ بلدانِهِم، أن يجمعوا كلّ ما في أراضيهم من الذهبِ والفضةِوالدرِّ والياقوتِ والمِسْكِ والعنبرِ والزعفرانِ ويوجِّهُوها إليه، وأمرَالغوَّاصينَ أن يغوصوا في البحارِ ويستخرجوا الجواهرَ واللآلىءَ، فجمعواله الشىءَ الكثيرَ، وحُمِلَ جميعُ ذلكَ إليه، ثم وجَّهَ الحفَّارينَ إلىمناجمِ الياقوتِ والزَّبرْجَدِ وسائرِ الجواهرِ فاستخرجوا منها شيئًاعظيمًا. اختارَ الوُكلاءُ أرضًا طيبةَ التربةِ، سهلةَ الهواءِ، وأذنَ لهم "شدادٌ"بأن يبدأوا العملَ فيها لبناءِ جنتِه المزعومةِ، فأمرَ بالذهبِ والفضةِوأُقيمت الجدرانُ منهما ثم غُلِّفَتْ تلك الحجارةُ الذهبيةُ والفِضيةُبالدرِ والياقوتِ والعقيقِ، وجعلَ الأبنيةَ غُرَفًا من فوقِها تشبُّهًابما سمعَ عن وصفِ الجنةِ، جاعلاً جميعَ ذلكَ على أعمدةٍ رُخاميةٍ عريضةٍ. ثم أجرى تحتَ المدينةِ قناةً عظيمةً ساقَها من الأوديةِ تحتَ الأرضِبأربعينَ فرسخًا، ثم أمرَ فأُجريَ من تلكَ القناةِ، سَوَاقٍ صارتْ تمشي فيسككٍ بينَ الشوارعِ والأزقَّةِ تجري بالماءِ الصافي، وأمرَ بحافَّتَي ذلكالنهرِ وجميعِ السَّككِ، فطُلِيَتْ بالذهبِ الأحمرِ، وجعلَ الحصىالمنثورةَ في قِيعانِها أنواعًا من الجواهرِ الفريدةِ الملونةِ الصفراءِوالحمراءِ والخضراءِ، ونصبَ على الضِفافِ أشجارًا من الذهبِ وعليها ثمارٌمن اليواقيتِ المشِعَّةِ. وجعلَ طولَ المدينةِ اثنى عشرَ فرسخًا وعرْضَها مثلَ ذلك وأعلى سُورَهاكثيرًا حتى وصلَ إلى ثلاثمائةِ ذراعٍ من أحجارٍ عريضةٍ وطلاهُ بالذهبِوزيَّنه بما ندرَ وجودُه من المعادنِ والحجارةِ الملونةِ الغاليةِ الثمنِ،وبنى فيها الألوفَ من القصورِ مزخْرِفًا بواطنَها وظواهرَها بأصنافِالجواهرِ، ثم بنى لنفسِهِ في وسطِ المدينةِ على شاطىءِ ذلك النهرِ قصرًامُنيفًا يشرفُ على تلكَ القصورِ كلِّها. وجعلَ بابَ المدينةِ مُتجهًا إلى الوادي ونصبَ عليهِ بابينِ من ذهبٍمنقوشَيْنِ بأنواعِ الدُررِ، وأمرَ باتخاذِ كُراتٍ صغيرةٍ على شكلِالبُندُقِ من مسكٍ وزعفرانٍ وأُلقيتْ في تلكَ الشوارعِ، ثم بنى خارجَ سورِالمدينةِ تلالاً كهيئةِ الجبالِ تضمُ الألوفَ من الأبراجِ المرتفعةِ فيالهواءِ المبنيَّةِ بقطعِ الذهبِ والفضةِ ليسكنَها جنودهُ، ومكثَ فيبنائِها خمسمائةِ عامٍ. وإنَّ اللهَ تعالى لما أذِنَ أن يُقيمَ الحجَّةَ على "شداد" وقومِه،اختارَ لرسالتِه إليهِ سيدَنا "هودًا" عليهِ السلامُ وكان من صميمِ قومِهوأشرافِهم، ثم إن "هودًا" أتاهُ فدعاهُ إلى الإسلامِ والإقرارِ بربوبيةِاللهِ عزَّ وجلَّ ووحدانيتِهِ وأن الله ليسَ كمثلِه شىءٌ، فتمادى "شدادٌ"في كفرِهِ وزيَّنَ لهُ "إبليسُ" ما فعلَ من بناءِ المدينةِ التي لم يخلقمثلها في البلاد فلم يَنْصَعْ لما أمرَه به "هودٌ" عليه السلام، وذلك حينتمَّ لملكِهِ سبعمائةِ عامٍ، فأُنذرَ بالعذابِ وخُوِّفَ بزوالِ الملْكِ،فلم يرتدعْ عمَّا كان عليه ولم يُجِبْ "هودًا" إلى ما دعاهُ إليه. وعادَ الوكلاءُ إلى "شدادٍ" وقد أنهوا بناءَ المدينةِ وأخبروهُ بالفراغِمنها، فعزمَ على الخروجِ إليها، فخرجَ في موكبٍ عظيمٍ بين حراسِهِومواليهِ وخَدَمِهِ وحَشَمِهِ ووزرائِهِ وأُمرائِهِ، وسارَ نحوَها وخلَّفَعلى مُلْكِهِ "بحضرموتَ" وسائرِ أرضِ العربِ ابنَه "مَرْثَدَ بنَ شدادٍ"وكان "مرثدُ" هذا على ما يقالُ مسلمًا مؤمنًا بنبي اللهِ "هودٍ" عليهالسلام. فلما قَرُبَ "شدادٌ" من المدينةِ وباتَ على مسيرةِ يومٍ وليلةٍ،وكان صارَ له من العمرِ تسعمائةِ عامٍ جاءتْ صيحةٌ عظيمةٌ من السماءِفاجأتِ الجميعَ فماتَ هو وأصحابُهُ أجمعون، حتى لم يبقَ منهم ناقلُ خبرٍ،وماتَ جميعُ من كان بالمدينةِ من الفَعَلَةِ والصُنَّاعِ والوُكلاءِ،وبقيتْ خلاءً لا أنيسَ لها، وحُجبت عن أعين الناس. ولما هلكَ "شدادُ بنُ عادٍ" ومن معهُ من الصيحةِ، ملكَ بعدَهُ ابنهُ"مرثدُ بنُ شدادٍ" فأمرَ بحملِ أبيهِ من تلكَ الصحراءِ إلى "حضرموتَ"ليدفِنَه، فحُفرت له حفرةٌ بين الصخورِ وجُعلَ على سريرٍ من ذهبٍ وأُلقيتْعليه سبعونَ حُلَّةً منسوجةً بقضبانِ الذهبِ التي لن ينتفعَ بدرهم منهالأنه ماتَ على غيرِ الإسلامِ، ووُضِعَ عند رأسِهِ لوحٌ عظيمٌ ذهبيٌ كُتِبَبه لسانُ حالِ "شدادٍ": اعتبرْ يا أيها المغــرورُ بالعمرِ المديدِ أنا شدَّادُ بنُ عادٍ صاحبُ الحصنِ المشيدِ وملكتُ الشرقَ والغَرْبَ بسلطانٍ شديدِ فأتى هودٌ وكُنَّا في ضلالٍ قبلَ هودِ فدعانا لو قَبِلنا كانَ بالأمرِ الرشيدِ فعصيناهُ ونادى:" ما لكم؟ هل من محيد " فأتتنا صيحةٌ تهـوي من الأفقِ البعيدِ فتوافَيْنَا كزرع ٍ وَسْطَ بيداءٍ حصيدِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهذه بعض صورها
بسم الله الرحمن الرحيم الكل منا يعرف قوم عاد ونبيهم هود عليه السلام ومدينتهم إرم التي وصفها الله سبحانه و تعالى في كتابه "ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد" هل رأها منكم احد إن لم تروها هلموا شاهدوها هذه صور لإرم المكتشفة تحت كثبان الأحقاف في منطقة ظفار في عمان
. . .
. . .
. . .
. . .
. . .
[center]وتسمى إرم باللغة الإنجليزيه City of a Thousand Pillars أي مدينة الألف عمود وهي تماثل إسمها بالقرآن ذات العماد أما أهم النقاط التي تطرق القرآن لذكرها في قصة هود : 1. أن قوم هود كانوا يسكنونه في الأحقاف والأحقاف هي الأرض الرملية ولقد حددها المؤرخون بين اليمن وعمان . 2 أنه كان لقوم عاد بساتين وأنعام وينابيع قال تعالى (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ {132} أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ {133}وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) 3. أن قوم عاد بنوا مدينة عظيمة تسمى إرم ذات قصور شاهقة لها أعمدة ضخمة لا نظير لها في تلك البلاد لذلك قال تعالى ( ألم ترى كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد). 4. إنهم كانوا يبنون القصور المترفة والصروح الشاهقة (أتبنون بكل ريع ٍ آية تعبثون، وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون). 5. لما كذبوا هوداً أرسل عليهم الله تعالى ريحاً شديدة محملة بالأتربة قضت عليهم وغمرت دولتهم بالرمال .
وهذه مجموعة أخرى من الصور . وأتمنى أن الموضوع يعجبكم
. . . . . . .
. . .
. . .
. . .
بتاريخ المدينة
إرَم ذات العماد هي مدينة عربية كانت مفثودة قبل عمليات البحث المستميتة للكشف عنها وقد كانت تعد من الاساطير. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث ذكر في القرآن أن سكانها كانوا من العرب البائدة من قبيلة عاد، ويذكر بعض الباحثين أن ملك هذه المدينة كان يدعى شدّاد بن عاد حيث أنه أراد أن يقيم الجنةشديد بن عاد. الموعودة في الأرض، ويقال أن لهذا الملك أخ اسمه ولكن في مطلع سنة1998 م تم اكتشاف مدينة إرم ذات العماد في منطقةالشصر في صحراء ظفار، ويبعد مكان الاكتشاف ما يقارب 150 كيلو متر شمالمدينة صلالة و80كيلو متر من مدينة ثمريت. وقد ذكرت مدينة إرم وسكانها قومعاد في القرآن الكريم في اكثر من آية كما في قوله تعالى : إرم ذاتالعماد* التي لم يخلق مثلها في البلاد*(الفجر:6-.وجاء ذكر قوم عاد ومدينتهم إرم في سورتين من سور القرآن الكريم سميتإحداهما باسم نبيهم هود( عليه السلام) وسميت الأخرى باسم موطنهمالأحقاف, وفي عشرات الآيات القرآنية الأخرى التي تضمها ثماني عشرة سورةمن سور القرآن الكريم.وفي تفسير ماجاء عن( قوم عاد) في القرآن الكريم نشطت أعداد منالمفسرين والجغرافيين والمؤرخين وعلماء الأنساب المسلمين, من أمثالالطبري, والسيوطي, والقزويني والهمداني وياقوت الحموي, والمسعودي فيالكشف عن حقيقة هؤلاء القوم فذكروا أنهم كانوا من( العرب البائدة) وهوتعبير يضم كثيرا من الأمم التي اندثرت قبل بعثة المصطفي( صلي الله عليهوسلم بمئات السنين, ومنهم قوم عاد, وثمود, والوبر وغيرهم كثير,وعلموا من آيات القرآن الكريم ان مساكن قوم عاد كانت بالأحقاف( جمع حقفأي: الرمل المائل), وهي جزء من جنوب شرقي الربع الخالي بين حضرموتجنوبا, والربع الخالي شمالا, وعمان شرقا، أي ظفار حاليا , كما علموامن القرآن الكريم ان نبيهم كان سيدنا هود( عليه السلام), وأنه بعدهلاك الكافرين من قومه سكن نبي الله هود أرض حضرموت حتي مات ودفن فيهاقرب( وادي برهوت) الي الشرق من مدينة تريم. أما عن( إرم ذاتالعماد) فقد ذكر كل من الهمداني( المتوفي سنة334 هـ/946 م)وياقوت الحموي( المتوفي سنة627 هـ/1229 م) أنها كانت من بناء شدادبن عاد واندرست( أي: طمرت بالرمال) فهي لاتعرف الآن, وإن ثارت منحولها الأساطيرفي يناير سنة1991 م بدأت عمليات الكشف عن الاثار في المنطقة التيحددتها الصور الفضائية واسمها الحالي الشصر واستمر إلي مطلع سنة1998 موأعلن خلال ذلك عن اكتشاف قلعة ثمانية الأضلاع سميكة الجدران بأبراج فيزواياها مقامة علي أعمدة ضخمة يصل ارتفاعها إلي9 أمتار وقطرها إلي3أمتار ربما تكون هي التي وصفها القرآن الكريم. * في1992/2/17 م نشرفي مجلة تايم (Time) الأمريكية مقال بعنوان (ArabiaصsLostSandCastleByRichardOstling) ذكر فيه الكشف عن إرم.* بتاريخ1992/4/10 م كتب مقالا بعنوان اكتشاف مدينة إرم ذات العمادنشر بجريدة الأهرام القاهرية لخص فيه ما توصل إليه ذلك الكشف حتيتاريخه. * في سنة1993 م نشر بيل هاريس كتابه المعنون(BillHarris:LostCivilizations)* بتاريخ1998/4/23 م نشر (NicholasClapp) كتابه المعنونTheRoadtoUbar: * بتاريخ1999/6/14 م نشر بيكو إير (PicoIyer) كتابهالمعنون (FallingoffTheMap:SomeLonelyPlacesinTheWorld)وتوالت الكتب والنشرات والمواقع علي شبكة المعلومات الدولية الأنترنتمنذ ذلك التاريخ , وكل ما نشر يؤكد صدق ماجاء بالقرآن الكريم عن قوم عادومدينتهم إرم ذات العماد بأنهم :(1) كانوا في نعمة من الله عظيمة ولكنهم بطروها ولم يشكروها ووصفبليني الكبير لتلك الحضارة بأنها لم يكن يدانيها في زمانها حضارة أخرىكأنه ترجمة لمنطوق الآية الكريمة( التي لم يخلق مثلها في البلاد).(2) أن هذه الحضارة قد طمرتها عاصفة رملية غير عادية وهو ماسبق القرآن الكريم بالإشارة إليه.(3) أن هناك محاولات مستميتة من اليهود لتزييف تاريخ تلك المنطقة ونسبة كل حضارة تكتشف فيها إلي تاريخهم المزيف , ولذلك كان هذا التكتم الشديد علي نتائج الكشف حتي يفاجئوا العالم بما قد زيفوه , ومن ذلك محاولة تغيير اسم( إرم) إلي اسم عبري هو أوبار (Ubar) يذكر أنه ورد ذكر إرَم في بعض الرقم الطينية القديمة لمدينة إيبلا في سوريا، كما ورد ذكر إرم ذات العماد وملكها شداد في الليلة ال277 والليلة 279 من قصص ألف ليلة وليلة.لغز المدينة المفقودة:و هي مدينة «إرم» المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى : {ألم تركيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد} ويصفها القرآن بأنها: {التي لم يخلقمثلها في البلاد} وتذكر كتب التفسير, ومعاجم البلدان عن هذه المدينةالكثير من الروايات, تحوي مبالغات كثيرة عن عظم تلك المدينة وفخامتها(أنظر على سبيل المثال: الروض المعطار في خبر الأقطار: ص 22 ـ 24) قال ابنكثير في تفسيره؛ 4/508: «وهذا كله من خرافات الإسرائيليين» ويبقى ـ بعداستبعاد مبالغات الرواة وتهويل القصاص ـ أنها مدينة عظيمة), شيدها شداد بنعاد في صحرائها الجنوبية, وبذل النفيس والغالي في بنائها لتكون جنة فيالأرض, إذا جاز التعبير..وكان لورانس العرب أول من حلم بتحديد مكان المدينة المفقودة, وأطلق اسم«أطلنتيس الصحراء» عليها, ولكن توفي قبل أن يحقق حلمه, ثم تبعه آخرون منالرحالة الذين انطلقوا في بعثات غير مثمرة عامي 1947 و1953, ومنهم الرحالىالبريطاني «برترام توماس B.Thomas» الذي استند ـ أثناء رحلته الاستكشافيةـ إلى كلام البدو الذين زودوه بعدد من الإرشادات لإيجاد الطريق إلى «إرم»ولكنه لم ينجح أبدا في العثور عليها.وفي بداية الثمانينيات بدأ البحث الجدي عندما وقعت بين يدي صانعالأفلام الوثائقية الأمريكي «نيقولاس كلاب N.Clapp» ـ وهو من جملة منشغفوا باكتشاف المدينة ـ المذكرات التي كتبها توماس عام 1932, وتضمنتسيرته ومجموعة تقارير علمية عن الآثار في شبه الجزيرة العربية, وفيها يشيرـ مدعوما بالأدلة ـ إلى وجود طريق قديمة إلى «إرم», وبالإضافة إلى ذلك جمع«كلاب» معلومات أكثر حول الموضوع من مراجع ووثائق تضمنت أسماء 600 مؤرخوعالم جغرافي ورحالة أكدوا وجود «إرم».نتيجة لهذا الجهد النظري قرر «كلاب» تأليف فريق بحث مهمته الانطلاق فيبعثة لمدة ثلاثة أشهر لحل لغز المدينة المفقودة, وضم الفريق, المحامي«جورج هدجز G.Hedges» المسؤول عن جمع المال والتبرعات لتمويل البعثةوتنظيم أمورها, وخبيرين في شؤون الجزيرة العربية, هما عالم الآثار المعروف«جوريس زارنز J.Zarins» الذي تولى تحليل المعلومات المتوفرة, والسير«رانولف فينيس R.Fiennes» الذي كان ضمن الوحدات العسكرية البريطانية التيساعدت الجيش العماني عام 1968, وكان على دراية كبيرة بالمنطقة.حصلت البعثة على دعم شخصي من السلطان قابوس ـ الذي بدا مغتبطا جداللأمر ـ ومن وزارة التراث العمانية, التي تبنت الفكرة وقدمت للبعثة كل عونورعاية, وكذلك من بنك عمان الدولي ومن شركة نفط عمان.والجدير بالذكر أن أقدم الإشارات الجغرافية إلى «إرم» وردت في خريطةجغرافية قديمة وضعها الجغرافي السكندري «كلوديوس بطليموس C.Ptolamy» وأشارإلى وجودها في منطقة تقع على مشارف الربع الخالي حاليا, وهي صحراء غيرمطروقة واجتيازها محفوف بالمخاطر, وكانت أول زيارة للبعثة لهذه المنطقةالمحظورة عام 1990, ولكنها ما لبثت أن غادرتها خوفا من الوقوع في المهالكأما عملية البحث الجدي فبدأت في نوفمبر عام 1991, وفي أوائل 1992 ـوبعد أن صرح «كلاب» بأنه بدأ يشعر بالفشل ـ جاء قرار البعثة بالتنقيب فيمنطقة «سشعر» في «ظفار», وكانت النتائج مشجعة, خاصة بعد أن تم دعم عمليةالحفر باستخدام رادارات خاصة بالتربة الرملية تتغلغل في باطن الأرض.وكان «كلاب» ـ قبل ذلك, وبالتحديد عام 1984 ـ قد طلب من عالمين فيوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» مسح منطقة شبه الجزيرة العربية بواسطةرادار التصوير الفضائي المركب على مكوك الفضاء «تشالينجر» وبعد مقارنة صورالمكوك مع صور أرسلها القمران الصناعيان «سبوت Spot» الفرنسي, و«لاندساتLandsat», أصبح بين يدي البعثة خريطة فريدة لمنطقة الربع الخالي, توضح طرقالقوافل القديمة وخزانات المياه الجوفية ومجاري الأنهار القديمة والوديان,وكلها مناطق كان من الصعب جدا رؤيتها بالعين المجردة, إلا أنها ظهرت واضحةجلية بفضل تكنولوجيا التصوير الفضائي.وقد أظهرت هذه الخريطة وجود طريق للقوافل مدفونة تحت الكثبان الرمليةالتي يصل ارتفاعها إلى 183م, وبالاستعانة بهذه المعلومات قررت البعثةالحفر قرب نقطة تقاطع طريق القوافل مع مكمن مائي قديم كشفت عنه الصورالفضائية, وهنا كانت الاكتشافات المدهشة.. قلعة محصنة مثمنة الأضلاع, ذاتأبراج وجدران شاهقة يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار, وتضم عددا من غرف التخزينوأماكن السكن.. وظهرت المدينة الأسطورية «إرم
هاهم بادوا واكلتهم الأرض وآثارهم باقية شاهداً على جبروتهم وكبريائهم ودليلاً على قدرة الله تعالى بأن اهلكهم وجعل آثارهم آية ودليل على قدرة الله تعالى عليهم كان لم يغنوا بالامس .. لاآله إلا الله محمداً رسول الله