[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حين يراودنا الأمل..
. كلما بحثنا
عنه لم نجده، لأنه غير موجود!!، تلك حقيقة من ضرب الخيال، إن جل ما يصدر
منا مشاعر لا ندري قيمتها أو وزنها لدى الآخرين لأننا نجهل مشاعرهم أو
يتجاهلون مشاعرنا، نظهرها عن عفوية ولكن لا ندري أن عفويتنا قد تضر
آخرين.إذن، أيُّ شيء يصدر منا نجهله أو نتجاهله أو نقصد به شيئا أو نحب أن
يجهله الآخرون أو أن يعرفوه وأحيانا نحب أن يتجاهلوه. كيف إذن نريد الخلاص
وقد أحكمنا قيودنا بأيدينا المكبلتين؟ كيف إذن نريد أن نحيا لنعيش لحظة أمل
وقد قتلناه لحاجتنا إليه أو دُفن في قبور أفئدتنا الميتة من الممات!!؟ ..
فما أحوجنا له، فإذا أضعنا الأمل أو قتلناه بعد العثور عليه فنحن نشبه لحد
بعيد الكلمة التي سُبقتْ بنفي.
أما إذا أردنا أن نستشعر الأمل فلا جرم في أن نكون حماة له وأوفياء، ولا
حرج في أن نسأل غيرنا عن آمالنا إذا التمسناها في أعينهم المغرورقة بدموع
الأمل. نعم.. ولعلهم يجدون آمالهم عندنا أو بين كلمات إجابتهم التي يشار
لها ولا نسمعها.
الأمل هو كاللحن الذي يعجبنا إيقاعه وكثيرا يسحرنا، أو كالغروب الذي
يشعرنا بعاصفة السكون التي أخبرت بها نسائمُ الصمت وسمسماته؛ فاحمرار الشمس
دلالة على حبها لنهار جديد، واصفرارها دلالة على بهجتها به وتعلقها بحاضره
ومناها لأبديته. فما أجمل الشمس حين تُلقي بثوبها الحريري على جسد القمر
اللجيني في سدفة الليل. إن جمال الليل بالنسبة للناظر لا يضاهيه جمال
النهار لأن في سكونه الساحري تستشعر كل شيء وتشعر في الوقت نفسه بكل شيء.
هناك تستسرق دقات القلوب بعد استراقها من المصابيح المعلقة في سماء الكون،
أو تسترقها من مصابيح الليل المتواجدة في بساط الأرض بين الأعشاب المزدانة
بأنغام الصراصير ونغماته التي تخترق جدار الصمت الذي يفصلك عن الكون حتى
تجد نفسك جزءا من هذا الكون العظيم الذي يوحي إلى عظم خالقه. ولكن جُعل
الليل سباتا.
وكذلك الأمل لا بد أن نستشعره في جميع ما يحيط بنا لأننا جزء من الأمل
وكذلك هو الآخر جزء منا، فلا نتخلى عنه ولكن قد يتخلى عنا لأننا في بعض
الأحيان لا نكون أوفياء له قدر وفائنا لـ (..)
الأمل نتعلق به ولكن نتضجر منه لأنه لا يأتينا بسهولة انسياب الماء في جسد
الصدئ، فما أحوجنا للصبر.. فالأمل نستشعره في قلوبنا وفي أعين الآخرين ولكن
لا نلمسه ولا نراه لأنه في الواقع الحسي ليس له وجود إنه متعلق بالقلوب
فقط ولا يتعداها، ولكن له أثره النفسي في شخوصنا والحسي في أجساد/منا.
هو كالكهرباء تنفعنا بتيارها ولكن قد تصعقنا إلى درجة الاحتراق بشرارتها
الزائدة، ببساطة، إنه كالبرق يخطف الأبصار ثم يختفي. لذا يجب أن نتعامل مع
الأمل على أنه أمل وليس على أنه كل شيء.
هنا نستطيع أن نستشعر الأمل في أنفسنا وفي الآخرين وكذا فيما نأمل له أو إليه.[/size].[/size]