ما هي البورصة؟ وكيف يتم بيع وشراء الأسهم؟ البورصة المصرية
كتب – محمد جادمع إغلاق البورصة المصرية خلال الثورة وإعادة افتتاحها مرة أخرى ودعوة
المصريين للاستثمار فيها، تساءل الكثيرون عن طريقة عملها، وعلاقتها بنشاط
الشركات المصرية، هذا الدليل يشرح لك كيفية فهم أخبار البورصة.
سوق رأس المال أو (البورصة) هما كلمتان بمعنى واحد وتعنيان المكان الذي
يتم فيه شراء وبيع أسهم في شركات تجارية، والسهم يعني باللغة العامية
“نصيب” الفرد في الشركة.
فعندما تقرر شركة ما طرح أسهمها في البورصة ، فهي تخصص نسبة من
ممتلكاتها مثل أرضها ومصانعها ومنتجاتها لبيعها إلي المستثمرين على هيئة
أنصبة (أسهم) ، وذلك بعد تقييم ممتلكاتها ماديا أي معرفة ثمن هذه
الممتلكات، فمثلا اذا تم تقييم شركة بمليون جنيه، وتحديد سعر السهم بجنيه ،
يتم طرح مليون سهم في البورصة.
والهدف من هذا الإجراء عادة ما يكون لتوفير أموال جديدة للشركة من خلال
هذه السماح للمواطنين بشراء أسهم أو أنصبة جديدة مما يؤدي إلى زيادة حجم
الشركة وقدرتها على العمل في مجالها.
وأحيانا تطرح الشركات أسهما إضافية لا تعبر عن ممتلكات موجودة بالفعل،
وتستخدم المال الذي جمعته في شراء أدوات للانتاج مثل إنشاء مصنع أو القيام
بعملية تجارية تحتاج لتمويل، وتسمي هذه العملية زيادة رأس المال.
فاذا أرادت شركة “س” التي تمتلك ثلاثة مصانع للسيارات أن تنشيء مصنعا
رابعا لإنتاج السيارات ، تقوم الشركة “س” بطرح أسهم في الشركة للبيع لتجمع
المال اللازم لتمويل بناء المصنع الرابع ، وتعلن للرأي العام خطة إنشاء هذا
المصنع والأرباح المتوقعة من وراءه ، وعندما يشتري المستثمرون تلك الأسهم
فهم يوفرون للشركة المال اللازم لإنشاء هذا المصنع الرابع بدلا من اقتراضها
من البنك مثلا ودفع فائدة علي هذا القرض.
كيف تطرح الشركات أسهمها؟هناك طريقتان لطرح (بيع) أسهم الشركات في البورصة :
1- الاكتتاب العام : الاكتتاب يعني البيع بمعني عرض الأسهم في البورصة علي الجمهور، والجمهور يكون غالبا من المستثمرين في البورصة.
2- الاكتتاب الخاص : ويتم فيه طرح الأسهم علي عدد محدود من كبار المستثمرين.
وفي أحيان كثيرة يتم طرح الأسهم علي مرحلتين ، اكتتاب عام واكتتاب خاص .
واحيانا ما تقوم الشركات بتخفيض أسعار أسهمها لتسهيل شرائها ، ويتم لك
من خلال ما يعرف ب”تجزئة السهم ” ، بمعني أن سعر سهم الشركة “س” 100 جنيه ،
يتم تجزئة السهم الي سهمين سعر الواحد منهم 50 جنيها، مما يشجع العديد من
المستثمرين .
كيف يتم الاستثمار في البورصة؟يتم الاستثمار (ويسمى أحيانا بالمضاربة بلغة الشارع) بطريقتين :
1- استثمار طويل الأجل: يشتري المستثمرون الأسهم التي يتوقعون أن يرتفع
سعرها خلال سنة أو ثلاثة سنوات ، ويبنون هذه التوقعات علي مايعرف بـ
“التحليل الاساسي” بمعني تحليل أداء الشركة وتوقعات زيادة أرباحها في
المستقبل، وبالتالي زيادة سعر سهم الشركة ، كأن تقوم الشركة “س ” بإنشاء
مصنع للاسمنت في عام 2009 ، فيقوم المستثمر بشراء سهمها ، بعد أن يقرأ
تقرير التحليل الأساسي الذي يتوقع أن يحقق مصنع الأسمنت أرباحا كبيرة في
عام 2012 نظرا لبناء مشروعات سكينة كبيرة في ذلك العام وهو ما يعني زيادة
مبيعات الأسمنت وارتفاع سعره في عام 2012 ، وبالتالي يرتفع سعر السهم في
2012 ويقوم المستثمر ببيعه والاستفادة من فرق الثمن.
و لا يعني هذا أن المستثمر لن يستفيد الأعوام الثلاثة اللذين احتفظ فيهم
بهذا السهم ، فهو خلال تلك الفترة سيحصل علي نصيبه في أرباح الشركة ، بما
يوازي حجم ما يحمله من أسهم، وتسمي تلك الأرباح بـ “التوزيعات النقدية ”
وعادة ما يقوم بهذه الاستثمارات الطويلة كبار المستثمرين ، والذين يطلق
عليهم “المؤسسات” .
2- الاستثمار قصير الأجل : الذي يحتفظ فيه المستثمر بالسهم لبضعة أيام ،
او يقوم ببيعه خلال نفس اليوم ، ويعتمد المستثمر في هذه الحالة علي تقارير
التحليل الفني.
والتحليل الفني عكس التحليل الأساسي ، فهو يعتمد علي توقع صعود أو هبوط
سعر السهم ، بناء علي طلبات بيع وشراء السهم في السوق ، وليس بسبب الأرباح
أو الخسائر التي تحققها الشركة في الواقع العملي كل عام ، وتتم تلك
التقديرات بناء علي نماذج حسابية يتوقع المحللون الفنيون علي أساسها أن سعر
السهم سيظل يصعد لمرحلة معينة ثم يعاود الهبوط عند سعر معين.
وعادة ما يقوم بالاستثمار قصير الأجل صغار المستثمرين ، بالرغم من أن
طول أو قصر عمر الاستثمار لا يرتبط بحجم الأموال المستثمرة، ولكن صغار
المستثمرين يبحثون عادة عن الربح السريع.
وسعر السهم في السوق يحدده عاملا التحليل الفني والتحليل الأساسي ، فقد
يتوقع المحللون الفنيون مثلا أن يتجه السهم للانخفاض عند مستوي معين خلال
فترة معينة أو يوم محدد، لكن الشركة تفاجئ السوق بالاعلان عن تعاقدها علي
مشروع جديد سيساهم في زيادة أرباحها الأمر الذي يساهم في رفع سعر السهم،
وهكذا تصعد أسعار الأسهم وتهبط بناء على التقارير الواردة حول حالة كل شركة
وظروف السوق وإقبال المستثمرين على شراء السهم أو بيعه.
هل تتأثر البورصة بالأحداث السياسية والاجتماعية في مصر؟هشام طلعت مصطفى
بالطبع مثل أي بورصة في العالم تتأثر البورصة بأي عوامل تؤثر على مصالح
الشركات التي يتم بيع وشراء أسهمها، فعلى سبيل المثال عندما تم القبض على
هشام طلعت مصطفى رئيس مجلس إدارة شركات طلعت مصطفى للبناء بتهمة التحريض
على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، تعرضت أسهم شركته للانخفاض وذلك لأن
البعض توقع أن تتأثر الشركة سلبيا بغياب رئيسها الذي كان معروفا أنه
(مسنود) ولا يمكن الإضرار بمصالح شركته، لكن بعد القبض عليه بأيام قليلة
أعلن اخوته توليهم مسئولية الشركة وأنها لن تتأثر بغياب أخيهم فعادت أسهم
الشركة للارتفاع.
ومثال آخر، كانت شركات حديد عز المملوكة لأحمد عز رجل الحزب الوطني
المنحل وعضو مجلس الشعب السابق من أقوى الأسهم نظرا لسيطرة الشركة على سوق
الحديد وقوة الموقف السياسي لصاحبها لكن بعد ثورة 25 يناير تعرضت أسهم عز
للهبوط نظرا لأن مستقبل شركته غير مضمون.
وحتى على مستوى الأحداث الكبرى مثل قيام الثورة المصرية تأثرت كل
الشركات في البداية سلبيا نظرا لغموض المستقبل خلال أيام الثورة وتم إغلاق
البورصة حتى لا تهبط كل الأسعار، ومع إعادة فتح البورصة ورحيل الرئيس
السابق مبارك، واطمئنان الجميع على مستقبل مصر والتأكيد أن الاقتصاد سيزدهر
عادت مؤشرات البورصة للارتفاع وبدأ المستثمرون في شراء الأسهم بأسعار
كبيرة.
ويعرف المستثمرون اخبار الشركات التي يتداولون علي اسهمها من خلال
البيانات التي ترسلها الشركات إلى إدارة البورصة بشكل إجباري، لأن أي شركة
لها أسهم في البورصة ملزمة بما يسمى بـ”الإفصاح” وهو إعلان نتائج أعمال
الشركة، والإفصاح قد يكون “نتائج أعمال” الشركة ، وهي “القوائم المالية”
التي تصدرها الشركة بصفة دورية للإعلان عن أرباحها أو خسائرها وأوجه
إنفاقها المختلفة.
وكذلك تشمل الافصاحات قرارات مجلس ادارة الشركة ،كالدخول في مشروع معين ،
او تغيير احد اعضاء مجلس الادارة، وقد تتعرض الشركات لعقوبات في حال تسرب
أخبارها إلى وسائل الإعلام قبل أن تخطر البورصة بهذه الأخبار لأن ذلك يؤثر
على قرارات المستثمرين بشراء أو بيع أسهمها.
ما هي مؤشرات البورصة التي نسمع عنها في نشرات الأخبار؟النشرة الاقتصادية
يتم معرفة الاتجاه العام للبورصة من خلال “المؤشرات ” وهي عبارة عن
أرقام تعبر عن متوسط الصعود او الهبوط في سعر عدد معين من الأسهم مما يعطي
وسيلة لقياس حجم النشاط في سوق المال.
ومؤشرات البورصة المصرية هم :
EGX30 ويطلق عليه مؤشر البورصة الرئيسي
ويضم هذا المؤشر أكثر 30 سهم يهتم المستثمرون ببيعهم وشرائهم.
.EGX70وهو مؤشر الأسهم المتوسطة والصغيرة
EGX100وهو المؤشر الأوسع نطاقا الذي يعبر عن قطاع كبير من أسهم السوق.
ويتم حساب تلك المؤشرات بالنقط ، ومقارنة عدد النقاط التي يحققها هذا
المؤشر في كل جلسة بالجلسة السابقة ، وبناء عليه يكون المؤشر الرئيسي قد
صعد بمعنى زادت أسعاره 1% مثلا ، فيقال مجازا السوق ربح 1% ، أو هبطت
أسعاره فنقول أن السوق خسر 2% ، وهكذا.
هل خسائر الأسعار في البورصة تعني خسارة للاقتصاد؟أرباح وخسائر سوق المال هي أرباح وخسائر دفترية (في الدفاتر وبس) ،
بمعني أنه لاتحدث خسارة حقيقية كالتي تحدث مثلا عندما يحترق مصنع أو تفسد
بضاعة ، ولكن خسائر البورصة تنتج عن انخفاض في سعر السهم ، وأرباحها تأتي
من ارتفاع سعره مجددا .
سؤال أخير: اذا كان نظام عمل البورصة سهلا لماذا يبدو معقدا في البداية؟السبب في ذلك هو استخدام رجال الاقتصاد لألفاظ فنية ومالية لا يفهمها
الانسان العادي وتكرار وسائل الإعلام لهذه الألفاظ ويمكن من خلال الكلمات
التالية فهم المقصود عند قراءة تقارير البورصة.
سوق المال = البورصة
عرض وطلب = بيع وشراء
اكتتاب = عرض أسهم جديدة في إحدى الشركات للبيع
طرح أسهم = عرض أسهم للبيع
أصول الشركة = ممتلكاتها